أقول للداني :
إنّ هذا الوجه المذكور مجرّد فرض واحتمال ، وكلام عثمان أعمّ منه وأشمل.
ثمّ إنّ الإشكال باق على حاله ؛ إذ لماذا لا يُصحَّح الرسم بشكل بعيد عن الالتباس؟ خصوصاً في المصاحف التي أُرسلت إلى الأمصار!
إنّ القرآن هو كتاب الله للمسلمين جميعاً ولا يختصّ بالعربي ، فلو قبلنا كلامك في العربي فماذا تقول في الذي لا يعرف بحقيقة تلاوته اليوم والذي يقرأ القران على الإملاء الجديد؟ وحتّى أنّ قراءة الهندي والفارسي والإنجليزي القرآن بالرسم العثماني تربكه لأنّه يرى زيادة في (لأذبحنه) لا يراها في (لأعذبنه)؟
بلى ، إنّ الرسم العثماني القديم قد يغيّر معنى بعض الألفاظ ، كما تراه في كلام حكاه الباري عن تهديد سليمان للهدهد في قوله : لأذبَحَنَّه والّتي وردت بأداتَي التوكيد : لام القسم ونون التوكيد الثقيلة ، تقرأها في المصحف الرائج اليوم : (لأَاْذْبَحَنَّهُ)(١) ، بصورة نفي الذبح لا تأكيده ، مع أنّ قوله تعالى : (لأُعَذِّبَنَّهُ) مرسومة حسب النطق تماماً بأداتَي توكيدها ، فما السبب في اختلاف هذين الرسمَين وتناقض هاتين الكلمتين؟! وما هي حجّة القرّاء والمتمسّكين بالرسم القديم في هذا؟
فإذا كانت تُقرَأ (لأذبحنّه) ، فلماذا تُكتَب : (لأَاْذْبَحَنَّهُ)؟ وما الفرق بينها
__________________
(١) سورة النمل : ٢١.