مِنْهُمْ وَالْـمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْـمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْـمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) ما بين يديها وما خلفها رفع وهي نصب؟
قال : من قِبل الكُتّاب ، كُتب ما قبلها ، ثمّ قال : ما أكتب؟ قال : اكتب المقيمين الصلاة. فكتب ما قيل له»(١).
«كما سئلت عائشة عن اللّحن الوارد في قوله : (إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) ، وقوله عزّ من قائل : (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ) ، وقوله عزّ وجل : (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ) ، فقالت : يابن أخي هذا من عمل الكُتّاب ، أخطؤوا في الكتاب»(٢).
فكان يجب أن تقرَأ : (إنّ هذين لساحران) ، مثلما قرأ به أبو عمرو ويعقوب.
ونحوه قوله تعالى في سورة المنافقين الآية ١٠ : (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَل قَرِيب فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) ، يراد بذلك أنّه يجب أن يكون (فأصّدّق وأكون من الصالحين) ، وهي قراءة أبي عمرو.
العرب وتصحيحها للرسم العثماني :
هذا وقد علّل الداني (ت ٤٤٤ هـ) ـ بعد تضعيفه ما روي عن عثمان من وجود اللَّحْن في القرآن ، وأنّ العرب ستقوّم المصحف ـ بأنّ المقصود من
__________________
(١) المصاحف ١/٢٣٣ / ح ١١٢.
(٢) مناهل العرفان ١/٢٧١.