وَأَكُن مِنَ الصَّالِحينَ) و (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ)»(١).
فقوله تعالى في سورة المائدة الآية ٦٩ : (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) يجب أن تكون (الصابئين) بالنصب ، وقد جاءت هذه الآية بالنصب في سورة الحجّ الآية ١٧ : (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْـمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيء شَهِيدٌ) ، فما الّذي أدّى إلى نصبها في سورة الحج ورفعها في سورة المائدة؟ كما أنّها جاءت في سورة البقرة الآية ٦٢ : (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) بالنصب.
وهكذا هو حال الآية ١٦٢ من سورة النساء ، والّتي أوّلها : (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْـمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْـمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْـمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْـمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا) ، إذ تجب أن تكون : (والمقيمون) بالرفع ، لكنّهم علّلوا النصب بأنّه على الاختصاص ، أي : وأمدح المقيمين ، وهو تعليلٌ عليل.
وقد سُئل أبان بن عثمان : «كيف صارت (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
__________________
(١) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ١/٢٣٠ / ح ١١١.