الخبر بأنّ العرب تقرأ الرسم العثماني صحيحاً وإن كان مكتوباً خطأً(١) ، إذ قال :
«قلت : هذا الخبر عندنا لا يقوم بمثله حجّة ولا يصحّ به دليل ، من جهتين :
إحداهما : أنّه مع تخليط في إسناده واضطراب في ألفاظه مرسل ، لأنّ ابن يعمر وعكرمة لم يسمعا من عثمان شيئاً ولا رأياه ، وأيضاً فإنّ ظاهر ألفاظه ينفي وروده عن عثمان ؛ لما فيه من الطعن عليه مع محلّه من الدين ومكانه من الإسلام وشدّة اجتهاده في بذل النصيحة واهتمامه بما فيه الصلاح
__________________
(١) وهذا ما قالوه في النسخة المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي عليهالسلام وفيه : (كتبه عليّ بن أبو طالب) ، وأتوا بشواهد عليه ، منها قول الصفدي كان بعض الناس يكتبون : علي بن أبو طالب ، لكن كانوا يتلفظونه علي بن أبي طالب ، انظر الوافي بالوفيات ١/٥١ فصل في الهجاء.
وقال الكتاني في (التراتيب الإدارية ١١/١٥٥) : بأنّ قريش كانت لا تغيّر تلفّظ الكلمة في الرفع والنصب والجر ، يعني كانت تقرأ : أبو طالب ، تبت يدا أبو لهب. وقال ابن الأثير في (النهاية ١/٢٠) مادّة أبأ والزمخشري في الفائق ١/١٤ في حرف الهمزة مع الباء في حديث وائل بن حجر : من محمّد رسول الله إلى المهاجر بن أبو أُمية.
وقال الدكتور حميدالله حيدر آبادي : رأيت في جنوب جبل سلع مكتوباً : أنا علي بن أبو طالب ، وهذا يدلّ على أنّ الأعلام المركبة (كأبي طالب) كان يُتعامل معها كالأعلام المفردة.
لكنّي لا أقبل هذا الكلام وأراه مجانفاً للحقيقة ، وقد وُضع لتصحيح لحن الصحابة ، وعليُّ بن أبي طالب منه براء.