الصحابة ، لا أنّه قلّله كما يقولون ، لأنّ كلّ واحد من الصحابة يكتسب شرعيّة مصحفه من النبيّ(صلى الله عليه وآله) ويدّعي أنّ قراءته هي القراءة المتواترة عنه؟
عثمان ودعوى اللّحن في القرآن :
والأهمّ من ذلك أنّ زيد بن ثابت كان من الأنصار ، والأنصار رُموا باللّحن في كلامهم من قبل عمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفّان أيضاً قال : «إنّ في القرآن لحناً ستقيمه العرب بألسنتها».
فلو كان عثمان قد وقف على وجود اللّحن في المصحف ـ وقد وقف ـ كان عليه أن يرفعه ، لا أن يتركه للعرب كي يقوّموه ، أو أن يعطي لأمثال الحجّاج الجرأة كي يغيّروا ما في المصحف ، بتبرير وجود اللّحن فيه.
فقول عثمان (أرى فيه لحناً) ، وعدم تحديد مظان وجوده في القرآن ، يعني إعطاء صكّ مفتوح للعرب في أن يغيّروا جميع القرآن لا أن يغيّروا مفردات خاصّة فيه.
فاللّحن في القرآن لا يقصد به اللهجة(١) مطلقاً كما يقولون ، بل هو الخطأ في الإعراب كما قاله سعيد بن جبير :
«في القرآن أربعة أحرف لحن : (والصابئون) و (والمقيمين) و (فأصَّدَّقَ
__________________
(١) كان تقرأ (لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) لايضرركم كيدهم ، أو (إنّا أَعطَيْناكَ الكَوْثَر) إنّا انطيناك الكوثر ، أو (إذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) إذا بحتر ما في القبور ، و (حتّى حِين) عتّى حين ، وأمثالها.