جيلكرايست(١) أن يقول : «إنّ الغاية الحقيقية من فرض مصحف زيد هو القضاء على السلطة السياسية التي كان يتمتّع بها بعض قرّاء القرآن في الأمصار التي كان عثمان يفتقد فيها شيئاً من المصداقية بسبب السياسة التي كان ينتهجها ، حيث إنّه كان يعيّن أقرباءه من بني أمية أعداء محمّد كعمّال على حساب الصحابة الذين ظلوا [أوفياء] لمحمّد طيلة حياتهم»(٢).
ثمّ جاء جيلكرايست ليرد كلام أحد العلماء المسلمين الذين اعتبروا الهدف من إرجاع الصحابة إلى مصحف زيد هو توحيدهم على قراءة واحدة ، فقال :
«لو كان الخلاف في القراءات فهذا مرجعه النصّ المنطوق ، ولا يظهر في النصّ المكتوب ، لكنّ عثمان أمر بإحراق نصوص مكتوبة خاصة ، وإنّ الفترة التي جمع فيها القرآن لم يكن هناك تشكيل للكلمات ولا حروف مقطعة».
__________________
(١) ردّ أقوال هذا المستشرق ثلاثة من علماء أفريقيا الجنوبيّة ، والذين ردّوه هم :
١ ـ كوكب الصدّيق في مقال له : (قول الداعية المسيحي الكذّاب : القرآن ليس كلام الله) والمطبوع في مجلّة البلاغ سنة ١٩٨٦.
٢ ـ عبد القادر عبد الصمد في مقال : (كيف جمع القرآن) ، طبع سنة ١٩٨٦.
٣ ـ مولانا ديزاي في مقال : (القرآن فوق كلّ اتّهام) طبع سنة ١٩٨٧.
فالمستشرق طبع كتابه تاريخ القرآن History of Quran the textual سنة ١٩٨١ ، ثمّ نشر بعد ذلك كتاباً آخر سنة ١٩٨٤ بعنوان (دلائل أو شواهد على جمع القرآن Evidences for the collection of Quran).
(٢) مجلّة المصباح العدد الخامس ربيع ١٤٣٢ /٢٠١١ ص ١٢٢.