وصحّة شيء منها ، ولكن نظراً منها لأنفسها ولسائر أهل دينها ، فلا قراءة اليوم للمسلمين إلاّ بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية»(١).
كانت هذه بعض النصوص ، والمتروك منها أكثر من هذا بكثير ، فعثمان ابن عفّان كان يريد أن يحلّ المشكلة باعتماده حرفاً ، وهو حرف زيد ، لكنّه وقع في مشكلة أكبر منها ، وهي مخالفة قراءة زيد مع قراءات الآخرين ، أو قل عدم قبول الآخرين بقراءته ، لأنّهم أعلم وأقدم إسلاماً منه ، فادّعى الحكّام حينئذ بأنّ زيداً حضر العرضة الأخيرة رفعاً لهذا الاختلاف وترجيحاً لقراءته على قراءات الآخرين ، لكنّ ابن مسعود وغيره كانوا يرون أنّهم هم الذين حضروا العرضة الأخيرة ، وبمعنى آخر : أنّ دعوى حضور العرضة الأخيرة لزيد بن ثابت كان في الإطار الذي احتموا به ، وقد نُقض من قبل ابن مسعود ، كما نقض باستمرار الخلاف بين المسلمين في القراءات القرآنية بعد جمع عثمان للمصاحف.
إنّ هذا التفسير وهذه الأقوال هي التي سمحت للمستشرق جون
__________________
اللاحقة ، فالقراءة بتلك لا تقلّ عن القراءات الشاذة المسموح بها ، لكن مع كلّ ذلك كان أهل بيت الرسالة عليهمالسلام لا يرتضون إلاّ القراءة بالمشهور عند الناس وعدم تخطّي ذلك ، لأنّها هي القراءة القريبة جدّاً من قراءة أهل البيت عليهمالسلام ومن مصحف الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام دون إقرار باقي القراءات.
(١) جامع البيان في تفسير القرآن ١/٢٢ طبعة دار المعرفة.