المصحف ، وهو حرف زيد»(١). وفي آخر : «وعثمان الّذي جمع المصاحف على مصحف واحد»(٢).
وقال أيضاً في سبب اختلاف مرسوم المصاحف :
«إنّ أبا بكر كان قد جمعه أوّلاً على السبعة الأحرف الّتي أذن الله عزّ وجلّ للأمّة في التلاوة بها ، ولم يخصّ حرفاً بعينه ، فلمّا كان زمان عثمان ووقع الاختلاف بين أهل العراق وأهل الشام في القراءة وأعلمه حذيفة بذلك ، رأى هو ومن بالحضرة من الصحابة أن يجمع الناس على حرف واحد من تلك الأحرف وأن يُسقِط ما سواه ، فيكون ذلك ممّا يرتفع به الاختلاف ويوجب الاتّفاق ، إذ كانت الأمّة لم تؤمر بحفظ الأحرف السبعة ، وإنّما خُيّرت في أيّها شاءت لزمته وأجزأها ، كتخييرها في كفّارة اليمين بالله بين الإطعام والكسوة والعتق ، لا أن يجمع ذلك كلّه ، فكذلك السبعة الأحرف»(٣).
وقال أبو عمرو : «... وهذا كلّه يدلّ على أنّ السبعة أحرف الّتي أُشير إليها في الحديث ، ليس بأيدي الناس فيها إلاّ حرف زيد بن ثابت الّذي جمع عثمانُ عليه المصاحف»(٤).
ونقل الزركشي (ت ٧٩٤ هـ) كلام المحاسبي ، وفيه : «ولمّا احتيج إلى جمع الناس على قراءة واحدة ، وقع الاختيار عليها في أيّام عثمان ، فأخذ
__________________
(١) المقنع : ٦.
(٢) المقنع : ٨.
(٣) المقنع : ١٢٠.
(٤) البرهان ١/٢٢٢ النوع الحادي عشر.