شرعيّة اختلاف مصاحف عثمان المرسلة إلى الأنصار ، وأنّها كانت مقصودة للحفاظ على الأحرف الستّة الباقية ، وأنّها امتداد للحفاظ على الأحرف السبعة التي رجاها عثمان من أخذه بمصحف أبي بكر ، وأنّه يعني الاختيار الذي سمح به رسول الله للأمّة في الأخذ به ، لكنّ كلامه باطل ، يشهد على بطلانه : الشهرة بين المسلمين بأنّه جمعهم على قراءة زيد بن ثابت ، وأنّ ابن مسعود وغيره اختلفوا معه لهذا الغرض.
فلو كانت قراءة ابن مسعود وأمثاله ممّا يرتضيه الخليفة ، فما هو السبب للمعارضة مع جمع عثمان؟
ألم يكن سبب اعتراض ابن مسعود على عثمان هو تبنّيه لقراءة زيد فقط وترك مصحف ابن مسعود وقراءته؟ وألم يقولوا في سبب تبنّي عثمان لحرف زيد هو حضوره العرضة الأخيرة؟ وألم يؤكّد ابن مسعود بأنّه هو الذي حضر العرضة الأخيرة قبالاً لذلك ، وألم وألم؟؟!
ولكي تعرف الحقيقة إليك بعض الروايات والأقوال في تبنّي عثمان لحرف واحد من الأحرف السبعة لا جميعها :
أخرج ابن شبة (ت ٢٦٢ هـ) ، عن توبة بن أبي فاختة ، عن أبيه ، قال : بعث عثمان إلى عبد الله أن يدفع المصحف إليه ، فقال : ولِمَ؟ قال : لأنّه كتب القرآن على حرف زيد ...»(١).
وفي (المقنع) للداني (ت ٤٤٤ هـ) : «فجمع عثمان الناس على هذا
__________________
(١) تاريخ المدينة ٢/١٢٤ / ح ١٧٤١.