هل وُفّق الخليفة عثمان بن عفّان لتحقيق هذه الأمنية؟ أم أنّه بمنهجيّته الخاطئة واعتماده على صغار الصحابة ومشكوكيهم ـ كابن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمان بن الحارث وزيد بن ثابت ـ وتركه الأخذ بمصاحف علّيّة الصحابة ـ أمثال : ابن مسعود وعليّ بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وأُبيّ بن كعب وأبي موسى الأشعري ـ قد أثّر على عمله وخدش فكرة توحيد المصاحف بين المسلمين؟
ولأطرح السؤال بالصيغة التي طرحها الزرقاني في مناهل العرفان ، إذ قال : «هل الأحرف السبعة الّتي نزل بها القرآن الكريم لها وجودٌ في المصاحف العثمانيّة [أم أنّها حُصرت في حرف واحد اعتمده عثمان]؟(١) ، فقال :
ذهب جماعةٌ من الفقهاء والقرّاء المتكلّمين إلى أنّ جميع هذه الأحرف موجودةٌ بالمصاحف العثمانيّة ، واحتجّوا بأنّه لا يجوز للأمّة أن تهمل نقل شيء منها ، وأنّ الصحابة أجمعوا على نقل المصاحف العثمانيّة من الصحف الّتي كتبها أبو بكر ، وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك ، ومعنى هذا أنّ الصحف الّتي كانت عند أبي بكر جمعت الأحرف السبعة ، ونقلت منها المصاحف العثمانيّة بالأحرف السبعة كذلك.
وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمّة المسلمين إلى أنّ المصاحف العثمانيّة مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط ،
__________________
(١) أي أنّ الزرقاني أراد أن يطرح ما قاله القوم في مصحف أبي بكر أراد أن يطرحه في مصحف عثمان وأنّه جمع طبقاً للأحرف السبعة.