حذيفة وسار إلى عثمان فأخبره بالّذي رأى ...»(١) إلى آخر الخبر.
ويروي ابن داوود : أنّ ناساً كانوا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية ، فإذا قرأها قال : فإنّي أكفر بهذه. ففشا ذلك في الناس واختلفوا في القرآن»(٢).
إذن ، فالمصاحف كانت موجودةً على عهد الشيخين ، وقد كان الاختلاف مشهوداً بينها في العصور المتأخّرة عن عصر الرسول(صلى الله عليه وآله) ، كما أنّ ثقافة كتابتها كانت موجودة أيضاً ، حتّى قيل بأنّ ابن مسعود كان يملي المصاحف في الكوفة عن ظهر قلب في خلافة عمر(٣) ، وأنّ أهل الشام سافروا إلى المدينة في خلافة عمر ليُكتب لهم مصحفٌ(٤) ، وأنّ أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق ومعهم المصحف الّذي جاء به أهل دمشق ليعرضوه على أُبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وعليّ وأهل المدينة(٥).
ويروي أبو عبيد : «أنّ عمر بن الخطّاب وجد مع رجل مصحفاً قد كتبه بقلم دقيق ، فقال : ما هذا؟ فقال : القرآن كلّه. فكره ذلك وضربه ، وقال : عظّموا كتاب الله ، قال : وكان عمر إذا رأى مصحفاً عظيماً سُرَّ به»(٦).
فأمنية جمع المسلمين على مصحف واحد هي أمنية كلّ مسلم ، وهي مشروعة ، وخصوصاً بعد الوقوف على اختلافهم في القراءات ، لكنّ السؤال :
__________________
(١) انظر الكامل في التاريخ ٣/٨ في ذكر غزو حذيفة وأمر المصاحف.
(٢) المصاحف ١/٢٠٦ / ح ٨٠ ، تاريخ المدينة ٢/١٢١ / ح ١٧٢٥.
(٣) انظرالمصاحف ٢/٥٠٩ / ح ٤١٢.
(٤) نفس المصدر ٢/٥٦٢ / ح ٥٢١.
(٥) نفس المصدر ٢/٥٥٩ / ح ٥١٦.
(٦) فضائل القرآن/٣٩٨ باب كتّاب المصاحف.