جامعة للعرضة الأخيرة الّتي عرضها النبيّ(صلى الله عليه وآله) على جبريل متضمّنة لها.
وذهب ابن جرير الطبري ومن لفّ لفّه إلى أنّ المصاحف العثمانيّة لم تشتمل إلاّ على حرف واحد من الحروف السبعة ، وتأثّروا في هذا الرأي بمذهبهم في معنى الحروف السبعة ، وما التزموه فيه من أنّ هذه السبعة كانت في صدر الإسلام أيّام الرسول(صلى الله عليه وآله) ، وخلافة أبي بكر وعمر وصدر من خلافة عثمان ، ثمّ رأت الأمّة بقيادة عثمان أن تقتصر على حرف واحد من السبعة جمعاً لكلمة المسلمين ، فأخذت به وأُهمل كلّ ما عداه من الأحرف الستّة ... لكنّ الزرقاني بتّ برأيه وقال :
إنّ المصاحف العثمانيّة قد اشتملت على الأحرف السبعة كلّها ، ولكن على معنى أنّ كلّ واحد من هذه المصاحف اشتمل على ما يوافق رسمه من هذه الأحرف كلاًّ أو بعضاً ، بحيث لم تخل المصاحف من مجموعها على حرف منها رأساً.
ثمّ بيّن الوجوه السبعة في القرآن وتهجّم على الّذين قالوا :
بأنّ (الباقي الآن حرفٌ واحد من السبعة الّتي نزل عليها القرآن ، أمّا الستّة الأخرى فقد ذهبت ولم يعد لها وجود ألبتة ... وادّعوا إجماع الأمّة على أن تثبُت على حرف واحد ، وأن ترفض القراءة بجميع ما عداه من الأحرف الستّة ، وأنّى يكون لهم هذا الإجماع ولا دليل عليه؟ هنالك احتالوا على إثباته بورطة ثالثة ، وهي القول بأنّ استنساخ المصاحف في زمن عثمان كان إجماعاً من الأمّة على ترك الحروف الستّة والاقتصار على حرف واحد هو الّذي نسخ عثمان المصاحف عليه ...).