حتّى يعلّمهم إيّاها ، وقد عيّن جمعاً من الصحابة لإقرائهم ، كما أنّه كان يحب أن يسمع قراءتهم ، كلّ ذلك دقّةً في الضبط.
أمّا توحيد المصاحف في عهد عثمان ، فقد اشتُهر في كتب التاريخ بأنّ حذيفة بن اليمان هو الذي اقترح على عثمان توحيد المصاحف ، وفي بعض النصوص أنّه قال لسعيد بن العاص ـ بعد الرجوع من غزوة في بقاع أرمينية وآذربايجان ـ : «لقد رأيت في سفرتي هذه أمراً ، لئن ترك الناس ليختلفنّ في القرآن ثمّ لا يقومون عليه أبداً ، قال : وماذا؟ قال : رأيت أناساً من أهل حمص يزعمون أنّ قراءتهم خيرٌ من قراءة غيرهم ، وأنّهم أخذوا القراءة عن المقداد ، ورأيت أهل دمشق يقولون : إنّ قراءتهم خيرٌ من قراءة غيرهم ، ورأيت أهل الكوفة يقولون مثل ذلك ، وأنّهم قرؤوا على ابن مسعود ، وأهل البصرة يقولون مثل ذلك ، وأنّهم قرؤوا على أبي موسى ، ويسمّون مصحفه (لُباب القلوب). فلمّا وصلوا إلى الكوفة أخبر حذيفة الناس بذلك وحذّرهم ما يخاف ، فوافقه أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكثير من التابعين.
وقال له أصحاب ابن مسعود : ما تنكر؟ ألسنا نقرأه على قراءة ابن مسعود؟ فغضب حذيفة ومن وافقه ، وقالوا : إنّما أنتم أعراب ، فاسكتوا فإنّكم على خطأ. وقال حذيفة : والله لئن عشت لآتينّ أمير المؤمنين ولأشيرنّ عليه أن يحول بين الناس وبين ذلك.
فأغلظ له ابن مسعود ، فغضب سعيد وقام ، وتفرّق الناس ، وغضب