وأمّا النصّ التاسع عشر : فهو يشابه النصّ الخامس عشر ، وهو يشير إلى عدم تحّقق أمنية عثمان في الجمع ، وأنّه لو كان المملي من هذيل والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا اللّحن ، والخليفة بعدم إناطته الأمر بهاتين القبيلتين يدين نفسه من حيث لا يشعر ، لأنّه هو الذي قصّر في تحقيق هذه الأمنية.
وأمّا النصّ العشرون : فليس فيه ما يستحقّ التعليق عليه.
توحيد المصاحف :
المصحف العثماني والأحرف السبعة :
إنّ توحيد المسلمين على قراءة واحدة هي أمنية كلّ مسلم ، وهدفٌ مقدّس يرجوه كلّ الصحابة ، وخصوصاً بعد توسّع الاختلاف بينهم في القراءات ، إذ عرفت بأنّ هذا الاختلاف كان سببه الخليفة عمر بن الخطّاب ، حيث روّج فكرة الأحرف السبعة وسمح بالقراءة بأيّ شكل كان ما لم تصبح آية رحمة آية عذاب ، مع اتّخاذه سياسة عدم توحيد القراءت وكتابة المصحف الإمام ، قال بهذه الرؤية ومدرسة أهل البيت عليهمالسلام خالفته ، أو قل كذّبته ، لأنّ القرآن نزل من عند الواحد على رجل واحد وبلسان واحد ، دلالة على عدم رضاهم بتعدّد القراءات ، ولأنّ الاختلاف بين المسلمين في القراءة لا يمكن تصوره على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) لأنّه(صلى الله عليه وآله) كان قد أقرأهم القرآن كما أُنزل عليه (لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْث) فما كان يتجاوز عشر آيات