وإذا كان بعد انتهاء عمل عثمان فما يعني إصراره على الوقوف على المصحف تارة أخرى؟ فهل في مصحف حفصة ما يخالف مصحف عثمان ، أو في مصحف عثمان ما لا يرضاه مروان؟ ولماذا يشقّق مروان أو يحرق ذلك المصحف في حين لم يشقه أو يحرقه عثمان؟ وهل الموجود بأيدينا هو ما يوافق مصحف حفصة أو ما يوافق مصحف عثمان؟
وهل مسألة حرق المصاحف كانت مسألة سياسية مروانية أم سياسية عثمانية؟
قال الدكتور محبّ الدين عبد السبحان واعظ في هامش تحقيقه لكتاب المصاحف للسجستاني(١) : «وخلاصة الأمر : أنّ عثمان بن عفّان رضياللهعنه أمر بتحريق المصاحف العامّة ، ومروان حرق الصحف التي كتبها أبوبكر الصديق رضياللهعنه وكانت عند حفصة» ، وهذا ما قرّره الحافظ في فتح الباري ٩ : ٢١ ، وانظر : فضائل القرآن لابن كثير ٦٨ ، ٧٧.
وأمّا النصّ التاسع : فهو حديث موضوع ، لأنّ الصحف المدونة والمجموعة على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) أو المجموعة من بعده لا ارتباط لها بمصطلح الورق المعلّق ، بل الورق المعلّق يذكّرنا بالمعلّقات السبع وأمثالها في الجاهلية ، والتي كانت تعلّق على الكعبة ، وليس بين تلك وما يريده عثمان من شَبه ، وأين كانت تعلّق تلك الأوراق؟ ولماذا يقال لها (المعلّق) ولا
__________________
(١) انظر هامش المصاحف ١/١٩٧.