وكذا الحال بالنسبة إلى زيد ، فإذا كان قد جمع القرآن من الرقاع وكان من الكتبة والحفظة على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فلماذا لا يعتمد ما جمعه عند كتابة المصحف؟
ومن الطريف الإشارة إلى الشبهات السبع التي أثيرت حول جمع القرآن والتي ذكرها الزرقاني في مناهل العرفان ، والتي كان من بينها الشبهة التي أثيرت حول حذف الصحابة آيات من القرآن ، وسعي عمر لإضافة سورتي الحفد والخلع وآية رجم الشيخ والشيخة ، ودعوى إسقاط الإمام علي عليهالسلام آية المتعة من القرآن ، قال الزرقاني :
«ثالثاً : إنّ الصحابة حذفوا من القرآن كلّ ما رأوا المصلحة في حذفه ، فمن ذلك آية المتعة ، أسقطها عليّ بن أبي طالب بَتّة ، وكان يضرب من يقرؤها ، وهذا ممّا شنّعت عائشة به فقالت : إنّه يجلد على القرآن ، وينهى عنه ، وقد بدّله وحرّفه»(١).
إنّ إسقاط الإمام علي عليهالسلام آية المتعة افتراءٌ لم يقله غير الزرقاني ، بل آية المتعة كانت موجودة في القرآن واستدلّ بها الصحابة وأئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وهي غير سورتي الحفد والخلع ـ اللتين تناقلتهما كتب أهل السنة كثيراً ، والموجودتين ضعيفاً عند الشيعة أيضاً ـ بعكس دعوى حذف آية المتعة من القرآن والتي كان يعمل بها الصحابة على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثمّ من بعده ، والتي استدلّوا بها في احتجاجاتهم ، فلا نرى خبراً بهذا المضمون عند الشيعة ،
__________________
(١) مناهل العرفان ١/١٨٤.