الصحيح الذي يقتضي الإجازة ممّن أقرأه ، ولقد جاء التحريف في الكتب الأخرى لاعتمادها على المكتوب في السطور ، لا المحفوظ في الصدور»(١).
هذا ما علّله ، ومعناه صحّة كلا القراءتين وإن اختلفتا في المعنى ، فمعنى (أَوْلاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ) يختلف عن (أو لمستم النساء).
وهناك سؤال آخر : لماذا لم يُعتمد مصحف عائشة واعتمد مصحف حفصة؟
أجابوا عنه بأنّ عثمان اعتمد مصحف عائشة كذلك ، وقد كتب إلى الأمصار اعتماده على ذلك ، فلو صحّ ذلك فلماذا لا يكون في مصحف عثمان قراءتهما وما كانتا تدعوان الناس إليه ، مثل زيادة (والعصر) في قوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى] وهي صلاة العصر [وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ) وأمثالها؟
فكلّ ذلك يؤكّد بأنّ أصل المصحف الرائج اليوم هو مصحف رسول الله(صلى الله عليه وآله) وما تواترت عليه الأمّة وهو ليس بمصحف حفصة ولا مصحف عائشة ولا مصحف أبي بكر ولا عمر ولا مصحف عثمان ولا مصحف زيد ، وقد يمكننا أن نقول بأنّه مصحفهم جميعاً أسوة بباقي مصاحف المسلمين الجامعين له.
خامساً : إنّ توجيه عثمان خطابه للقرشيّين : «إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنّما نزل بلسانهم ، ففعلوا»
__________________
(١) المعجزة الكبرى : ٤٠ ـ ٤٢.