التخطّي عن قراءة زيد بن ثابت ومصحف عثمان!!
فالتعدّدية في القراءات ، إمّا مطلوبة للشارع تيسيراً على الأمّة ، أو أنّها منهيُّ عنها خوفاً من وقوع الناس في الاختلاف ، ولا يجوز التهافت بأن يقولوا من جهة بأنّ الله جوّز تعدّد القراءة سعة على الأمّة ، ومن جهة أخرى يقولون : إنّ الاختلاف وقع بين أهل العراق والشام حتّى كاد أن يكفّر أحدهم الآخر ، أو أنّ المعلّمين اختلفوا في تعليم الصبيان في القراءات وأنّ عثمان جمعهم على حرف واحد رفعاً للاختلاف وكتب مصحفه بشكل يتّفق مع قراءة الجميع ، والآن مع مناقشة بسيطة للنصوص ، نصّاً بعد نصّ :
أمّا النصّ الأوّل ، فيوقفنا على عدّة أمور :
أوّلاً : أنّ حذيفة بن اليمان قدم من غزوة كان يحارب فيها بجنب أهل الشام وأهل العراق لفتح أرمينية بآذربايجان ، وقد رأى اختلاف المسلمين في القراءة ، فقدم على عثمان بن عفّان يخبره بذلك.
ومعنى هذا النصّ وجود اختلاف بين المسلمين في القراءات على عهد عثمان ، وأنّ قراءة أهل الشام تخالف قراءة أهل العراق ، أو : أنّ قراءة أُبيّ بن كعب ـ التي يقرأ بها أهل الشام ـ تختلف عن قراءة ابن مسعود التي يقرأ بها أهل الكوفة = العراق ، فالاختلاف لم يكن في تقديم وتأخير السور بل في قراءة الآيات.
ثانياً : إنّ اختلافهم في القرآن كان جزئياً ، ولأجل ذلك قال له : «يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمّة قبل أن يختلف في الكتاب اختلاف اليهود