أُبيّ وعبد الله ومعاذ فخطب الناس ، ثمّ قال : إنّما قُبض نبيّكم(صلى الله عليه وسلم) منذ خمس عشرة سنة ، وقد اختلفتم في القرآن ، عزمت على من عنده شيء من القرآن سمعه من رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، لمَا أتاني به ، فجعل الرجل يأتيه باللّوح والكتف والعسب فيه الكتاب ، فمن أتاه بشيء قال : أنت سمعت من رسول الله(صلى الله عليه وسلم)؟ ثمّ قال : أيّ الناس أفصح؟ قالوا : سعيد بن العاص ، ثمّ قال : أيّ الناس أكتب؟ قالوا : زيد بن ثابت ، قال : فليكتب زيد وليملّ سعيد ، فكتب مصاحف فقسّمها في الأمصار ، فما رأيت أحداً عاب ذلك عليه»(١).
٧ ـ ابن سعد : عن عطاء : «أنّ عثمان بن عفّان لمّا نسخ القرآن في المصاحف أرسل إلى أُبيّ بن كعب ، فكان يملي على زيدٌ بن ثابت وزيد يكتب ومعه سعيد بن العاص يُعربه ، فهذا المصحف على قراءة أُبيّ وزيد»(٢).
وفيه عن مجاهد أيضاً : «أنّ عثمان أمر أُبيّ بن كعب يملي ، ويكتب زيد بن ثابت ، ويعربه سعيد بن العاص وعبد الرحمان بن الحارث»(٣).
٨ ـ ابن أبي داوود ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله وخارجة : «أنّ أبا بكر الصدّيق كان جمع القرآن في قراطيس ، وكان قد سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك ، فأبى حتّى استعان عليه بعمر ، ففعل ، فكانت الكتب عند أبي بكر حتّى توفّي ، ثمّ عند عمر حتّى توفّي ، ثمّ كانت عند حفصة زوج
__________________
(١) كنز العمال ٢/٢٤٨ / ح ٤٧٨٠ عن المصاحف لابن أبي داوود ١/٢٠٩ / ح ٨٣.
(٢) كنز العمال ٢/٢٤٩ / ح ٤٧٨٩ عن ابن سعد.
(٣) تاريخ دمشق ٣٤/٢٧٦ ، كنز العمال ٢/٢٤٩ / ح ٤٧٩٠.