هـ) ما ذكره السيّد الأمين من أنّ : «جدّه الميرزا فضل الله الشهرستاني الوزير الأعظم للشاه طهماسب الأوّل الصفوي والواقف للأوقاف العظيمة في كثير من مدن إيران التي خصّص ريعها على مراقد الأئمّة الأطهار ... فقام بإصلاحات كثيرة في الحضرة الحسينية والصحن الحسيني مستفيداً من المال الذي يرد عليه من موقوفات جدّه الأعلى ... لا سيّما وإنّه كان المتولّي عليها ؛ لأنّه كان أرشد أولاد الواقف وأعلمهم حينذاك»(١).
كذلك مرّ بنا في ترجمة الشيخ عبد الحسين الطهراني (ت ١٢٨٦ هـ) الذي تولّى الوصيّة على ثلث أموال الصدر الأعظم ، فقام بتعمير المشاهد ، وتأسيس (مدرسة الصدر الأعظم) والمكتبات «وغير ذلك من الآثار الخالدة في غرّة الدهر ، وخلّف لنفسه ذكراً طيّباً في مراقد الأئمّة عليهمالسلام يقرن بالرحمة وطلب المغفرة»(٢).
كذلك نجد للشيخ كاظم الرشتي (ت ١٢٥٩ هـ) خدمات جليلة ومشاريع هامّة من خلال أموال الوقف والتبرّعات التي كان يتولاّها بإذن أهلها(٣).
وخلاصة الأمر ، كانت ولا زالت أموال الوقف والتي يتولاّها ـ غالباً ـ العلماء والفقهاء والمراجع من أهمّ الروافد المالية للحوزات العلمية عامّة ، ولحوزة كربلاء العلمية خاصّة.
__________________
(١) أعيان الشيعة : ١٥ / ٣٩ ـ ٤٢.
(٢) الكرام البررة : ٢ / ٧١٣ ـ ٧١٤.
(٣) أنظر : تراث كربلاء : ٢٧١.