ثانياً : أموال التبرّعات :
وهي أموال طائلة كان يتبرّع بها بعض الشخصيّات المتموّلة من أُمراء وملوك وتجّار ... وخاصّة ما كان يفد من بلاد الهند لبعض علماء كربلاء.
فقد جاء في ترجمة السيّد المير علي الطباطبائي (ت ١٢٣١ هـ) صاحب الرياض : «وكان في أوّل أمره يكتب بكتابة الأكفان وهو مشغول بتصنيف الرياض ، ثمّ انفتح عليه باب الهند في الدولة الشيعية ، وصارت الدراهم عنده كأكوام الحنطة ، حتّى اشترى دور الكربلائيّين من أربابها ووقفها على سكّانها وأهلها جيلاً بعد جيل ، وبنى سور كربلاء ... وروّج الدين بكلّ قواه ، وبذل في سبيل ذلك كلّ لوازمه ، وعظّم أهل العلم فقدّمهم وبارك الله في كلّ أُموره»(١). وجاء في ترجمة السيّد علي نقي ابن السيّد حسن (ت ١٢٨٩ هـ) حفيد السيّد المجاهد : «ثنيت له الوسادة تدريساً وتقليداً وكان يأتيه الوجوه ، غير ما كان بيده من (الوثيقة الهندية) وهي في كلّ شهر خمسة آلاف روپّية يفرّقها على الفقراء»(٢).
والذي يبدو أنّ المراد من الوثيقة الهندية هي أموال (أوده) وهي أموال شهرية ثابتة كانت تصل من الهند لحوزتي النجف وكربلاء ، وتعرف بعطيّة (أوده) وقد أشرنا إليها ضمن حديثنا عن الأوضاع المالية لحوزة النجف الأشرف.
__________________
(١) أعيان الشيعة : ١٢ / ٤١٧ ، وتراث كربلاء : ٢٦٥.
(٢) الكرام البررة : ٣ / ٢٠٠.