أسبابها أيضاً.
المبحث الثالث :
خصائص التراث العلمي لحوزة كربلاء :
لقد خلّفت لنا حوزة كربلاء تراثاً علميّاً كبيراً ، وصلنا الكثير منه جيلاً بعد جيل ، واستفدنا من معينه الثرّ ، فكان هذا التراث ـ وبحقّ ـ حلقة الوصل (الذهبية) بين التراث الماضي لحوزة الحلّة وما سبقها والتراث اللاحق لحوزة النجف الأشرف في دورها المزدهر والمتكامل على أيدي النابغين من خرّيجي حوزة كربلاء.
وقبل أن نستعرض أبرز النماذج المهمّة لهذا التراث العلمي ، لابدّ من الإشارة إلى بعض الخصوصيّات التي اتّسم بها النتاج العلمي لعلماء حوزة كربلاء ، والذي يمكن تلخيصه بما يلي :
أوّلاً : السّعة والشمول والإحاطة :
فقد حاول بعض علماء هذه الحوزة المباركة التوسّع في المباحث العلمية ، في محاولة لاستيعاب الجزئيات المتعلّقة بها ، وهذا ما نجده واضحاً في علمي الفقه والأحكام الشرعية ، وكذلك نجد الأمر أكثر وضوحاً في مجال أُصول الفقه.
ثانياً : الدقّة العقلية والعمق العلمي :
وهذا ما نلمسه بوضوح في نتاج مدرسة الوحيد البهبهاني الأُصولي