محلّة المخيّم ، وفترة الدراسة المقرّرة فيها خمس سنوات ، يتلقّى الطلاّب في صفوفها علوم العربية والعلوم الدينية ، غير أنّها مدرسة شبه رسمية(١).
هذه هي أهمّ المدارس القديمة في حوزة كربلاء العلمية ، وهنالك مدارس دينية قديمة أخرى بيد أنّها رسمية أو شبه رسمية ، ولها تاريخ قديم يمتدّ ببعضها إلى أكثر من قرن من الزمن(٢).
وبعد سقوط النظام البعثي عادت الحياة العلمية إلى حوزة كربلاء المقدّسة ، بعد أن عاد إليها بعض أعلام مدرستها العلمية من آل الحائري ، والقزويني ، والشيرازي ، وافتتحت بعض المدارس الدينية فيها ... إلاّ أنّها لم ترقَ إلى المستوى المطلوب ولم يقبل عليها طلاّب العلوم الدينية من أبناء كربلاء ، أو المدن المجاورة لها ، لأسباب محدّدة لا مجال لذكرها ، ولهذا توجّه أُولئك الطلاّب صوب النجف الأشرف.
كذلك لم ترق بحوث الدراسات العليا (البحث الخارج) إلى المستوى الذي يعيد لهذه الحوزة مجدها التليد ، إذ لم يظهر من علمائها من يشدّ إليه الرحال من الأقطار الأُخرى ، بل وجدنا بعض فضلاء كربلاء قد يمّم وجهه صوب الحوزة العلمية في النجف ، وبدأ بالتدريس هناك ، ولهذه الظاهرة
__________________
(١) تراث كربلاء : ٢٠٨ ، تاريخ الحركة العلمية في كربلاء : ٢٨٦ ، المدارس العلمية في كربلاء : ٦٦٥.
(٢) تراث كربلاء : ٢٠٩ وما بعدها.