العلمية على أصحابه وتلامذته في داره على ضفاف نهر العلقمي ، وكذلك في أروقة الروضة الحسينية ، ثمّ اتّخذ شيعته داره المذكورة مقرّاً للدراسة والتدريس ... والأراضي التي يقع فيها هذا المقام تعرف بشريعة الإمام الصادق عليهالسلامأو الجعفريّات ... وكان قديماً إحدى المعاهد العلمية في ضواحي كربلاء ..»(١). كذلك يتحدّث هذا الباحث عن دار ومدرسة للإمام الكاظم عليهالسلام في كربلاء من دون أن يذكر لنا المصدر الذي استقى منه معلوماته! ومهما يكن من أمر ، فإنّ لكربلاء المقدّسة الكثير من الجوامع والحسينيّات والتكايا والزوايا والمقامات التي اكتسبت قدسية خاصّة عند الناس ، بالإضافة إلى مراقد بعض السادة والعلماء وقد اتّخذ بعضها مدرساً ومحلاًّ للتدريس والتعليم.
٣ ـ المدارس والمعاهد الدينية :
تأسّست في مدينة كربلاء المقدّسة وضمن نطاق حوزتها العلمية مدارس دينية علمية أخذت على عاتقها وظيفة مزدوجة في أغلب الأحيان ، فهي أماكن للتعليم والتدريس ، وفي نفس الوقت تستخدم كأقسام داخلية لسكن الطلاّب الوافدين إليها من البلدان الإسلامية الأُخرى. ولم تختلف هذه المدارس في هندستها المعمارية وطريقة بنائها عن المدارس الإسلامية السابقة لها ، إذ كانت تحمل صفات وخصائص معمارية متميّزة تتناسب مع الهدف الذي أُنشئت من أجله ، من حيث البناء المكشوف والأروقة المسقوفة
__________________
(١) الحوزات العلمية في الأقطار الإسلامية : ٩٩ ـ ١٠٠.