كان له شأن كبير في توسيع وانتشار الحركة العلمية والدينية»(١) ، بل رجّح بعض الباحثين أن يكون هذا الجامع هو الذي تحدّث عنه ابن بطّوطة في رحلته أثناء زيارة كربلاء حيث وصفها بقوله : «مدينة صغيرة ... والروضة المقدّسة داخلها وعليها مدرسة عظيمة ، وزاوية كريمة ...» ، «فإنّ المدرسة العظيمة ... ما هي إلاّ مسجد ابن شاهين ، فالنشاط العلمي الذي كان يجري فيه جعل منه مدرسة عظيمة قبل أن يكون مسجداً للعبادة ..»(٢).
وتوصف حسينية المازندراني بأنّها : «حسينية كبيرة جدّاً تستخدم لأغراض الدرس والمطالعة ... وإنّها تشتمل على مدرسة دينية ومسجد ومكتبة ومقبرة»(٣).
وقد عرفت مدينة كربلاء بكثرة جوامعها وحسينيّاتها وسعتها ، والتي كان أغلبها قريبة من الحائر الحسيني الشريف ، ممّا يسهل حضور الأساتذة والطلاّب والتواصل بينهم ، وإلى جانب الجامع والحسينيّات كانت ولا زالت هنالك مراقد ومزارات منتشرة في كربلاء اتّخذ بعض منها محلاًّ للتدريس والتعليم.
يقول أحد المؤرّخين لحوزة كربلاء : «حين نزل الإمام الصادق عليهالسلام كربلاء المقدّسة ، سكن جنوب نهر العلقمي ، وكان يلقي دروسه ومحاضراته
__________________
(١) المرجع نفسه : ٢١٦.
(٢) الحركة العلمية : ٢٩٢.
(٣) المرجع نفسه : ٢٩٧ ـ ٢٩٨.