والغرف والأواوين ... ممّا يتناسب مع الطابع الديني لهذه المدارس ، وينسجم مع متطلّبات الحياة الاجتماعية لطلاّب العلوم الدينية.
وليس لدينا في الواقع إحصائية دقيقة عن عدد المدارس العلمية في حوزة كربلاء ، إذ يعتقد بعض الباحثين بأنّه : «كانت تنتشر في أرجاء مدينة كربلاء المدارس العلمية الإسلامية ، ولكن مع الأسف الشديد أُزيل معظمها في فترات زمنية مختلفة نتيجة فتح شوارع جديدة ، خصوصاً في المنطقة المحيطة بالروضتين الحسينية والعبّاسية ، وقسم منها تحوّل إلى الخراب نتيجة الإهمال ...»(١).
كذلك ليس لدينا تاريخاً محدّداً لبدايات تأسيس هذه المدارس ؛ إلاّ أنّ بعض الباحثين حاول أن يحدّدها بـ : «القرن السادس الهجري»(٢) ، بل أنّ بحّاثاً آخر حدّدها بالقرن الرابع الهجري ، وفي بدايات العصر البويهي فقال : «وعند بداية الحكم البويهي في إيران والعراق ، تأسّست المدارس الإسلامية في عموم المدن التي كانت تحت سيطرتهم ، وأوّل مدرسة إسلامية شيّدت في العراق كانت في كربلاء وهي (المدرسة العضدية) من قبل عضد الدولة البويهي عند زيارته للمدينة سنة (٣٦٩ هـ) وكان موقعها بجانب مسجد رأس الإمام الحسين ...» ، ثمّ يضيف : «بقيت هذه المدرسة إلى فترة العهد
__________________
(١) المدارس العلمية في كربلاء ، بحث منشور ضمن بحوث ندوة دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري : ٦٦٠.
(٢) تراث كربلاء : ٢٠١ ، الحركة العلمية في كربلاء : ٢٧٧.