وأمّا تلامذته والمجازون منه فيعدّ المترجم له من كبار شيوخ إجازة الحديث ، وكان مشتهراً في درس التفسير والحديث والفقه واللغة ، وقد تخرّج عليه كثير من العلماء كالشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي ، والسيّد عبد الله شبّر ، والسيّد صدر الدين العاملي ، والسيّد عبد المطّلب بن أبي طالب ، والسيّد دلدار النقوي ، والشيخ أسد الله الكاظمي ، والسيّد محمّد حسن الزنوزي التبريزي ، والمولى أحمد بن محمّد مهدي النراقي ... وغيرهم ... وقد صدرت الإجازات منه لكثير من تلامذته ...
توفّي بكربلاء في ١٢ صفر سنة (١٢١٦ هـ) ودُفن بمقبرته التي كان قد أعدّها لنفسه في حياته في الرواق الجنوبي الشرقي من الحضرة الحسينية بجوار قبور الشهداء والتي أصبحت فيما بعد مقبرة الأُسرة الشهرستانية من أولاد المترجم وأحفاده(١).
يبقى أن نذكر ـ والفضل يذكر لأهله ـ أنّ الأُسرة الشهرستانية الكريمة من الأُسر الشهيرة في العراق وإيران ، ونبغ منها خلال المائتي سنة الأخيرة رجال أفذاذ ، انتقلت إلى كثير منهم الرئاسة الدينية والزعامة الدنيوية في العراق وإيران وخاصّة مدينة كربلاء ... وعرفت هذه الأُسرة بالكرم والجود والخدمات والإصلاحات الجليلة وتوارثوا ذلك كابر عن كابر ، وخلف عن سلف ، فالسيّد مهدي المترجم له كان : «باسط الجود والكرم لكلّ من قصد
__________________
(١) أعيان الشيعة : ١٠ / ١٦٣ وما بعدها.