والضّرر ، بل يضرّ نفسه أشدّ الضّرر ، من خسران الدّنيا ، وعذاب الآخرة.
عن ( الجمع بين الصّحيحين ) ، في مسند سهل (١) ، من المتّفق عليه ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : « أنا فرطكم على الحوض ، من ورد شرب ، ومن شرب لم يظمأ [ أبدا ] ، وليردنّ عليّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثمّ يحال بيني وبينهم » (٢) .
أقول : قوله : « أعرفهم ويعرفونني » قرينة على إرادة الصّحابة.
فيقول صلىاللهعليهوآله : « إنّهم من أمّتي ! فيقال : إنّك ما تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول : سحقا سحقا لمن بدّل بعدي » .
وعنه أيضا - من المتّفق عليه - عن ابن عبّاس رضى الله عنه ، قال : إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : « ألا إنّه سيجاء برجال من امّتي ، فيوخذ بهم ذات الشّمال ، فأقول : يا ربّ ، أصحابي ! فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصّالح : ﴿كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ﴾(٣) قال : فيقال لي : إنّهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم » (٤) .
في ارتداد النّاس بعد الرسول صلىاللهعليهوآله إلّا ثلاثة
وعن الباقر عليهالسلام ، قال : « كان النّاس أهل ردّة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إلّا ثلاثة » قيل : ومن الثّلاثة ؟ قال عليهالسلام : « المقداد ، وأبو ذرّ ، وسلمان الفارسي رحمهالله ، ثمّ عرف اناس بعد يسير » وقال : « هؤلاء الّذين دارت عليهم الرّحا ، وأبوا أن يبايعوا حتّى جاءوا بأمير المؤمنين عليهالسلام مكرها فبايع ، وذلك قول الله تعالى : ﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ﴾ الآية » (٥) .
وفي خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه : « حتّى إذا دعا الله نبيّه ورفعه إليه لم يك ذلك بعده إلّا كلمحة من خفقة ، أو وميض (٦) من برقة ، إلى أن رجعوا إلى الأعقاب ، وانتكصوا على الأدبار ، وطلبوا بالأوتار ، وأظهروا الكتائب وردموا الباب ، وفلّوا الدماء (٧) ، وغيّروا سنن (٨) رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ورغبوا عن أحكامه ، وبعدوا عن أنواره ، واستبدلوا بمستخلفه بديلا اتّخذوه وكانوا ظالمين ، وزعموا أنّ من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول الله صلىاللهعليهوآله ممّن اختاره الرّسول صلىاللهعليهوآله لمقامه ، وأنّ مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري الأنصاري الرّبّاني ؛ ناموس هاشم بن عبد مناف ... » إلى
__________________
(١) هو سهل بن سعد.
(٢) الطرائف : ٣٧٦ ، بحار الأنوار ٢٨ : ٢٦.
(٣) المائدة : ٥ / ١١٧ و١١٨.
(٤) الطرائف : ٣٧٦ ، صحيح البخاري ٩ : ٨٣ / ٢ و٣ ، مسند أحمد ٥ : ٣٣٣ ، صحيح مسلم ٤ : ١٧٩٦ / ٢٢٩٧ ، مستدرك الحاكم ٤ : ٧٤ - ٧٥.
(٥) تفسير العياشي ١ : ٣٤١ / ٧٨٧ ، الكافي ٨ : ٢٤٥ / ٣٤١ ، تفسير الصافي ١ : ٣٥٩.
(٦) الخفقة : النّعاس ، والوميض : اللّمع الخفيّ.
(٧) في الكافي : الدّيار.
(٨) في الكافي : آثار.