يستأخرون ساعة ولا يستقدمون » (١) .
﴿يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى وَأَصْلَحَ
فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٥) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها
أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٣٦)﴾
ثمّ بعد بيان المحرّمات والتّهديد على مخالفتها ، بيّن الله تعالى وجوب متابعة الرّسل ، ووعدهم بالثّواب على طاعتهم والعقاب على تكذيبهم ومخالفتهم بقوله : ﴿يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ﴾ وإذا جاءكم من قبلي ﴿رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾ جنسا ؛ ليكون إرشادهم أقطع للعذر ، وأبين للحجّة ، وهم ﴿يَقُصُّونَ﴾ ويتلون ﴿عَلَيْكُمْ آياتِي﴾ من الكتب السّماويّة ودلائل التّوحيد ، ويبيّنون أحكام شريعتي ﴿فَمَنِ اتَّقى﴾ مخالفتي في الإيمان بهم ومخالفتهم في أحكامهم ﴿وَأَصْلَحَ﴾ عقائده وأخلاقه وأعماله بامتثاله أوامرهم ، وانتهائه عمّا نهوا عنه ﴿فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ بوجه من الوجوه ممّا يصيب العصاة من عذاب الآخرة ﴿وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ أبدا على ما فاتهم من الدّنيا ، لاستغراقهم في اللّذّات الروحانيّة في الدّنيا ، والنّعم التي أعدّها الله للمتّقين في الآخرة.
﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا﴾ الدّالّة على توحيدي ورسالة رسلي ﴿وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها﴾ وترفّعوا عن الإيمان بها ، وتجافوا عن قبولها تعظّما ﴿أُولئِكَ﴾ البعيدون عن رحمتي ﴿أَصْحابُ النَّارِ﴾ وملازموها ﴿هُمْ فِيها خالِدُونَ﴾ مقيمون أبدا ، لا خلاص لهم منها ولا مناص.
﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ
مِنَ الْكِتابِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ
دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ * قالَ
ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ
أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا
هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ *
وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ
تَكْسِبُونَ (٣٧) و (٣٩)﴾
__________________
(١) الكافي ٣ : ٢٦٢ / ٤٤ ، تفسير الصافي ٢ : ١٩٤.