يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ﴾(١) .
وعن الصادق عليهالسلام - في حديث - « واعلموا أنّ الله إذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للإسلام ، فإذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحقّ ، وعقد قلبه عليه فعمل به ، فإذا جمع الله له ذلك تمّ له إسلامه ، وكان عند الله إن مات على ذلك الحال من المسلمين حقّا ، وإذا لم يرد الله بعبد خيرا ، وكله إلى نفسه فكان صدره ضيّقا حرجا ، فإن جرى على لسانه [ حقّ ] لم يعقد قلبه عليه ، وإذا لم يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به ، فإذا اجتمع ذلك عليه حتّى يموت وهو على تلك الحال ، كان عند الله من المنافقين ، وصار ما جرى على لسانه من الحقّ الذي لم يعطه الله أن يعقد عليه قلبه ولم يعطه العمل به حجّة عليه ، فاتّقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للإسلام ، وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحكمة (٢) حتّى يتوفّاكم وأنتم على ذلك » (٣) .
وعنه عليهالسلام : « أنّ الله عزوجل إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور ، فأضاء لها سمعه وقلبه حتّى يكون أحرص على ما في أيديكم منكم ، وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء فأظلم لها سمعه وقلبه » ثم تلا : ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ﴾ الآية (٤) .
وعنه عليهالسلام : « أنّ الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور (٥) ، وفتح مسامع قلبه ، ووكّل به ملكا يسدّده ، وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء ، وسدّ مسامع قلبه ، ووكّل به شيطانا يضلّه » ، ثمّ تلا هذه الآية (٦) .
﴿وَهذا﴾ التّشريح لصدور المؤمنين ، والتّضييق لقلوب الكافرين ، وجعل الرّجس عليهم ﴿صِراطُ رَبِّكَ﴾ ودأبه الذي يستمرّ عليه ﴿مُسْتَقِيماً﴾ لا عوج فيه ولا انحراف عنه ، أو هذا البيان الذي يكون في القرآن صراط ربّك ؛ كما عن ابن مسعود (٧) .
وعن ابن عبّاس رضى الله عنه : هذا الذي أنت عليه يا محمّد دين ربّك مستقيما (٨) .
وعن القميّ : « يعني الطّريق الواضح » (٩) .
﴿قَدْ فَصَّلْنَا﴾ وشرحنا ﴿الْآياتِ﴾ والمطالب الكثيرة واحدا بعد واحد ﴿لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ ويتنبّهون بالآيات والنّذر ، فانّهم المنتفعون بها.
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٣١ / ٢٧ ، التّوحيد : ٢٤٢ / ٤.
(٢) في الكافي : بالحق.
(٣) الكافي ٨ : ٤٠٨ ، تفسير الصافي ٢ : ١٥٦.
(٤) الكافي ٢ : ١٧٠ / ٦ ، تفسير الصافي ٢ : ١٥٦.
(٥) في تفسير العياشي : نكتة بيضاء.
(٦) الكافي ١ : ١٢٦ / ٢ ، تفسير العياشي ٢ : ١١٨ / ١٤٨٩ ، تفسير الصافي ٢ : ١٥٦.
(٧) مجمع البيان ٤ : ٥٦٢.
(٨) تفسير الرازي ١٣ : ١٨٧.
(٩) تفسير القمي ١ : ٢١٦ ، تفسير الصافي ٢ : ١٥٧.