قيل : كان بين إبراهيم ونوح عليهماالسلام أحد عشر أبا ، أوّلهم سام بن نوح وآخرهم تارخ أبو إبراهيم.
عن الباقر عليهالسلام : « يعني هديناهم ليجعلوا الوصيّة في أهل بيتهم » (١) .
ثمّ بيّن سبحانه أنّه أنعم على نوح أيضا نعمة كرامة النّسل بقوله : ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ﴾ ونسله هدينا ﴿داوُدَ﴾ بن إيشا ﴿وَسُلَيْمانَ﴾ بن داود اللذين خصّهما الله بالملك العظيم مع النّبوّة ﴿وَأَيُّوبَ﴾ بن أموص الذي خصّه الله بالبلاء العظيم ، وكمال الصّبر عليه مع النّبوّة ﴿وَيُوسُفَ﴾ بن يعقوب الذي جمع الله له عظيم البلاء ، وكمال الصّبر ، والملك مع النّبوّة ﴿وَمُوسى وَهارُونَ﴾ ابني عمران بن يصهر اللذين خصّهما الله بكمال المهابة ، والمعجزات العظيمة القاهرة ﴿وَكَذلِكَ﴾ الإنعام بالنّعم العظيمة ﴿نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾ على أعمالهم الحسنة.
﴿وَ﴾ هدينا ﴿زَكَرِيَّا﴾ بن أذن من سبط يهودا ﴿وَيَحْيى﴾ ابنه ﴿وَعِيسى﴾ بن مريم بنت عمران بن ماثان ﴿وَإِلْياسَ﴾ بن هارون أخي موسى الّذين خصّهم الله بغاية الزّهد والإعراض عن الدّنيا ﴿كُلٌ﴾ منهم ﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ والكاملين في مكارم الأخلاق وحسن الأعمال.
في أن الحسنين عليهماالسلام ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال الفخر الرازي في تفسيره : الآية تدلّ على أنّ الحسن والحسين من ذرّيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لأنّ الله جعل عيسى من ذرّيّة إبراهيم مع أنّه لا ينتسب إلى إبراهيم إلّا بالامّ ، فكذلك الحسن والحسين عليهماالسلام من ذرّيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله وإن انتسبا إلى رسول الله بالامّ (٢) .
ويقال : إنّ أبا جعفر الباقر استدلّ بهذه الآية عند الحجّاج بن يوسف (٣) .
أقول : روي عن الصادق عليهالسلام أيضا أنّه قال : « والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى إ براهيم عليهالسلام من قبل النّساء » ثمّ تلا هذه الآية (٤) .
وعن الكاظم عليهالسلام : « إنّما الحق عيسى عليهالسلام بذراري الأنبياء من طريق عليهالسلام مريم ، وكذلك الحقنا بذراري النبي صلىاللهعليهوآله من قبل امّنا فاطمة عليهاالسلام » (٥) .
﴿وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلاًّ فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ * وَمِنْ آبائِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٨٦) و (٨٧)﴾
__________________
(١) الكافي ٨ : ١١٦ / ٩٢ ، كمال الدين : ٢١٦ / ٢ ، تفسير الصافي ٢ : ١٣٦.
(٢ و٣) . تفسير الرازي ١٣ : ٦٦.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ١٠٦ / ١٤٤٧ ، تفسير الصافي ٢ : ١٣٦.
(٥) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٨٤ / ٩ ، تفسير الصافي ٢ : ١٣٧.