منها ثمّ ترتفع ، فقال كبراؤهم ومترفوهم : لا ندع سفلتنا يأكلون منها ، فرفع الله المائدة ببغيهم ، ومسخوا قردة وخنازير » (١) .
وعن العيّاشي : عن الباقر عليهالسلام [ قال ] : « المائدة التي نزلت على بني إسرائيل كانت مدلّاة بسلاسل من ذهب ، عليها تسعة أخونة (٢) وتسعة أرغفة » (٣) .
وفي رواية : « تسعة ألوان أرغفة » (٤) .
وفي ( المجمع ) : عن الكاظم عليهالسلام : « أنّهم مسخوا خنازير » (٥) .
وعن الرضا عليهالسلام : « والجرّيث والضبّ فرقة من بني إسرائيل ، حيث نزلت المائدة على عيسى بن مريم ، لم يؤمنوا فتاهوا ، فوقعت فرقة في البحر ، وفرقة في البرّ » (٦) .
وعن ( الخصال ) : عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، في حديث المسوخات : « وأمّا الخنازير فقوم من النصارى سألوا ربّهم إنزال المائدة عليهم ، فلمّا نزلت عليهم كانوا أشدّ ما كانوا كفرا وأشدّ تكذيبا » (٧) .
قيل : نزلت المائدة يوم الأحد ، فاتّخذه النّصارى عيدا (٨) .
﴿وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ
دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ
عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (١١٦)﴾
ثمّ بالغ سبحانه في تقريع النّصارى على اتّخاذ عيسى وامّه إلهين بحكاية خطابه في القيامة بما فيه تقريع منه بقوله : ﴿وَإِذْ قالَ اللهُ﴾ في القيامة بمشهد من النّصارى : ﴿يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ﴾ .
عن العيّاشي : عن الباقر عليهالسلام : « لم يقل ، وسيقول ؛ لأنّ (٩) الله إذا علم شيئا هو كائن أخبر عنه خبر ما قد كان » (١٠) .
وعن بعض المفسّرين أنّه تعالى خاطب عيسى حين رفعه إلى السّماء بقوله : ﴿أَ أَنْتَ قُلْتَ
__________________
(١) مجمع البيان ٣ : ٤١٢ ، تفسير الصافي ٢ : ١٠٠.
(٢) الأخونة : جمع خوان ، وهو ما يوضع عليه الطعام ليؤكل ، وفي نسخة من المصدر : أحوتة.
(٣) تفسير العياشي ٢ : ٨٥ / ١٣٨٧ ، تفسير الصافي ٢ : ١٠٠.
(٤) تفسير العياشي ٢ : ٨٦ / ١٣٨٩ ، تفسير الصافي ٢ : ١٠٠.
(٥) مجمع البيان ٣ : ٤١٠ ، تفسير الصافي ٢ : ١٠٠.
(٦) التهذيب ٩ : ٣٩ / ١٦٦ ، تفسير الصافي ٢ : ١٠١.
(٧) الخصال : ٤٩٤ / ٢ ، تفسير الصافي ٢ : ١٠١.
(٨) تفسير الرازي ١٢ : ١٣١.
(٩) في المصدر : لم يقله وسيقوله إن.
(١٠) تفسير العياشي ٢ : ٨٦ / ١٣٩٢ ، تفسير الصافي ٢ : ١٠١.