﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا
الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٩٢)﴾
ثمّ زاد سبحانه في التّأكيد بقوله : ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ﴾ في نهيه عنهما ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا﴾ عن مخالفتهما.
ثمّ هدّد على المخالفة بقوله : ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ﴾ وأعرضتم عن الامتثال والطّاعة ﴿فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ والرّسالة بالبيان الواضح حتّى تتمّ الحجّة عليكم ، وقد فعل بما لا مزيد عليه ، وأتمّ الحجّة بحيث لم يبق لكم مجال العذر ، فليس في مخالفتكم إلّا استحقاق العقاب الشّديد ، وهو إلينا لا إليه.
عن الصادق عليهالسلام ، في هذه الآية : « أما والله ، ما هلك من كان قبلكم ، وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا إلّا في ترك ولايتنا وجحود حقّنا ، وما خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله من الدّنيا حتّى ألزم رقاب هذه الامّة حقّنا ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم » (١) .
﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا
وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ (٩٣)﴾
عن القمّي رحمهالله : لمّا نزل تحريم الخمر والميسر والتّشديد في أمرهما ، قال النّاس من المهاجرين والأنصار : يا رسول الله ، قتل أصحابنا وهم يشربون الخمر ، وقد سمّاه الله رجسا وجعله من عمل الشّيطان ، وقد قلت ما قلت ، أفيضرّ أصحابنا ذلك شيئا بعد ما ماتوا ؟
فأنزل الله سبحانه قوله : ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ﴾(٢) من فعل الواجبات وترك المحرّمات ﴿جُناحٌ﴾ وبأس ﴿فِيما طَعِمُوا﴾ وأكلوا واستلذّوا به من المأكولات والمشروبات.
في ( المجمع ) : في تفسير أهل البيت عليهمالسلام : « فيما طعموا من الحلال » (٣) .
﴿إِذا مَا اتَّقَوْا﴾ عن الكفر ﴿وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا﴾ جميع الكبائر ﴿وَآمَنُوا﴾ بالله ورسوله ﴿ثُمَّ اتَّقَوْا﴾ الصّغائر ﴿وَأَحْسَنُوا﴾ إلى الخلق.
وقيل : التّكرار للتّأكيد.
__________________
(١) الكافي ١ : ٣٥٣ / ٧٤ ، تفسير الصافي ٢ : ٨٤.
(٢) تفسير القمي ١ : ١٨١ ، تفسير الصافي ٢ : ٨٤.
(٣) مجمع البيان ٣ : ٣٧٢.