منكم بأنفسكم ؟ » . قالوا : بلى يا رسول الله. قال : « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه كيفما دار » (١) .
وقال فضل بن روزبهان ردّا على العلّامة : أمّا ما ذكره من إجماع المفسرين على أنّ الآية نزلت في عليّ فهو باطل ، فإنّ المفسّرين لم يجتمعوا (٢) على هذا ، وأمّا ما روي [ من ] أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ذكره يوم غدير [ خمّ ] حين أخذ بيد عليّ قال : « أ لست أولى » ، فقد ثبت هذا في الصّحاح(٣) .
وقال القاضي نور الله التّستري ( نوّر الله مضجعه ) ، في ردّ النّاصب ابن روزبهان ، وإثبات رواية العلّامة ( أعلى الله في الخلد مقامه ) : روي الحديث - يعني ما ذكره العلّامة - في صحاح القوم كالبخاري ، ورواه أحمد بن حنبل إمامهم في مسنده بطرق متعدّدة على الوجه الذي ذكره المصنّف ، وكذا رواه الثّعلبي في تفسيره ، وابن المغازلي الشّافعي في كتاب ( المناقب ) من طرق شتّى ، وابن عقدة في مائة وخمسة طرق ، وذكر الشّيخ ابن كثير الشّامي الشّافعي عند ذكر أحوال محمّد بن جرير الطّبري : أنّي رأيت كتابا جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلّدين ضخمين ، ونقل عن ابن أبي المعالي الجويني أنّه كان يتعجّب ويقول : شاهدت مجلّدا ببغداد في يد صحّاف فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه : المجلّد الثامن والعشرون من طرق « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ويتلوه المجلّد التاسع والعشرون ، وأثبت الشّيخ ابن الجوزي الشافعي في رسالته الموسومة ب ( أسنى المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب ) تواتر هذا الحديث.
إلى أن قال القاضي : وبالجملة قد بلغ هذا الخبر في الاشتهار إلى حدّ لا يوازى به خبر من الأخبار ، وتلقّته محقّقو الأمّة بالقبول ، أنتهى (٤) .
وفي ( الجوامع ) ، عن ابن عبّاس ، وجابر بن عبد الله : أنّ الله أمر نبيّه صلىاللهعليهوآله أن ينصب عليّا للنّاس ويخبرهم بولايته ، فتخوّف أن يقولوا : حامى ابن عمّه ، وأنّ يشقّ ذلك على جماعة من أصحابه. فنزلت هذه الآية ، فأخذ بيده يوم غدير خمّ وقال : « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » وقرأها(٥).
وفي ( الكافي ) : عن الباقر عليهالسلام - في حديث - : « ثمّ نزلت الولاية ، وإنّما أتاه ذلك يوم الجمعة بعرفة ، أنزل الله تعالى : ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾(٦) ، وكان كمال الدّين بولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال عند ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله : امّتي حديثو عهد بالجاهليّة ، ومتى أخبرتهم بهذا
__________________
(١) نهج الحق : ١٧٣.
(٢) في المصدر : لم يجمعوا.
(٣) إحقاق الحق ٢ : ٤٨٢.
(٤) إحقاق الحق ٢ : ٤٨٥.
(٥) جوامع الجامع : ١١٤ ، تفسير الصافي ٢ : ٥١.
(٦) المائدة : ٥ / ٣.