يأخذهم به ، فمنعهم الله تعالى منه بهذه الآية .
عن الصادق عليهالسلام : « الحكم حكمان ؛ حكم الله ، وحكم الجاهليّة ، فمن
أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهليّة » .
[ وعن أبي جعفر
عليهالسلام قال : « الحكم حكمان ؛ حكم الله ، وحكم الجاهلية ] وقد
قال الله عزوجل: ﴿وَمَنْ
أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم
الجاهليّة » .
﴿يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ
مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥١)﴾
ثمّ لمّا شرح
الله سبحانه خيانة اليهود والنّصارى في كتاب الله ، وعداوتهم للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، واستنكافهم عن قبول الحقّ ، وتولّيهم عن حكم الله
ورسوله ، نهى المؤمنين عن موالاتهم بقوله : ﴿يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا﴾ ولا تختاروا لأنفسكم ﴿الْيَهُودَ
وَالنَّصارى أَوْلِياءَ﴾ وأحبّاء ، ولا تعاشروهم معاشرة الأصدقاء ، ولا تتوقّعوا
منهم النّصرة بعد وضوح كونهم لكم ولدينكم أعداء ، كما لا يكون اليهود أولياء
النّصارى ولا بالعكس ؛ مع اتّفاقهم على الكفر ، بل كلّ من الفريقين ﴿بَعْضُهُمْ
أَوْلِياءُ بَعْضٍ﴾ آخر ممّن وافقهم على الدّين ، دون من خالفهم ، لوضوح
أنّ ائتلاف القلوب لا يمكن مع الاختلاف في الدّين ، ﴿وَ﴾ على هذا ﴿مَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ﴾ في الباطن ﴿مِنْهُمْ﴾ فلا بدّ أن يحكم عليه بحكمهم ، ويحشر في القيامة في
زمرتهم.
روي أن عبادة
بن الصّامت قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ لي موالي من اليهود كثيرا عددهم ، وإنّي أبرأ إلى
الله ورسوله من ولايتهم ، واوالي الله ورسوله ، فقال عبد الله بن ابيّ : إنّي رجل
أخاف الدّوائر ، لا أبرأ من ولاية مواليّ ؛ وهم يهود بني قينقاع .
ثمّ أشار
سبحانه إلى علّة تولّي الكفّار بقوله : ﴿إِنَّ
اللهَ لا يَهْدِي﴾ ولا يرشد إلى الحقّ وعمل الخير بالتّوفيق والتّأكيد ﴿الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ﴾ على أنفسهم بترك موالاة المؤمنين ، واختيار موالاة الكافرين ، بل
يخذلهم ويخلّيهم وشأنهم فيقعون في الكفر والضّلال بهوى أنفسهم لا محالة.
__________________