وعنه عليهالسلام ، قال : « إنّ عليّا عليهالسلام لم ير بأسا أن يغسل الجنب رأسه غدوة ، ويغسل سائر جسده عند الصّلاة » (١) .
وعنه عليهالسلام ، قال : « لا بأس بتبعيض الغسل ، تغسل يدك وفرجك ورأسك ، وتؤخّر غسل جسدك إلى وقت الصّلاة ، ثمّ تغسل جسدك إذا أردت ذلك ، فإن أحدثت حدثا من البول أو الغائط أو الرّيح أو المنيّ بعدما غسلت رأسك من قبل أن تغسل جسدك ، فأعد الغسل من أوّله » (٢) .
وعنه عليهالسلام ، عن آبائه ، قال : « كنّ نساء النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا اغتسلن من الجنابة يبقين صفرة الطّيب على أجسادهنّ ، وذلك أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أمرهنّ أن يصببن الماء صبّا على أجسادهنّ » (٣) .
ثمّ بيّن الله سبحانه حكم من لم يتمكّن من استعمال الماء ، بقوله : ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى﴾ بحيث يضرّكم استعمال الماء ﴿أَوْ﴾ راكبين ﴿عَلى سَفَرٍ﴾ قريب أو بعيد يشقّ عليكم استعماله ﴿أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً﴾ للوضوء أو الغسل ﴿فَتَيَمَّمُوا﴾ وتعمّدوا ﴿صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾ قد مرّ تفسيره وبعض الكلام فيه في سورة النّساء(٤) .
ثمّ صرّح سبحانه بالمنّة على العباد بتخفيف أحكامه بقوله : ﴿ما يُرِيدُ اللهُ﴾ بأمركم بالوضوء أو الغسل للصّلاة ﴿لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ﴾ شيئا ﴿مِنْ حَرَجٍ﴾ وضيق ومشقّة ، ولذا لم يأمركم بتحمّل الضّرر ، وتحصيل الماء بمشقّة شديدة ﴿وَلكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ﴾ وينظّفكم ، ولذا أمركم عند فقد الماء ، أو عدم التّمكّن من استعماله بالتّيمّم بالتّراب ، لكونه أحد الطّهورين.
أو يريد ليبرئكم من الذّنوب ، كما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في الوضوء : « أيّما رجل قام إلى وضوئه يريد الصّلاة ثمّ غسل كفّيه ، نزلت خطيئة كفّيه مع أوّل قطرة ، فإذا تمضمض نزلت خطيئة لسانه وشفتيه مع أوّل قطرة ، وإذا غسل وجهه ويديه ، سلم من كلّ ذنب هو عليه ، وكان كيوم ولدته امّه » (٥) .
ثمّ منّ بالمنّة الاخرى بقوله : ﴿وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ﴾ بتشريعه الحنيفيّة السّمحة السّهلة ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ نعمته ، وتعملون بشريعته.
﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا
وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٧)﴾
__________________
(١) الكافي ٣ : ٤٤ / ٨ ، التهذيب ١ : ١٣٤ / ٣٧٢.
(٢) مدارك الأحكام ١ : ٣٠٨.
(٣) علل الشرائع : ٢٩٣ / ١.
(٤) تقدّم في تفسير الآية (٤٣) من سورة النساء.
(٥) تفسير روح البيان ٢ : ٣٥٦.