الْكِتابِ﴾ الآية ، ثمّ استثنى موضع النّسيان فقال : ﴿وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾(١) .
القمّي رحمهالله : آيات الله : هم الأئمّة عليهمالسلام (٢) .
ثمّ حقّق سبحانه كون المنافقين الموافقين للكفّار مثلهم في العقاب ، بقوله : ﴿إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ﴾ القاعدين مع المستهزئين بالقرآن ﴿وَالْكافِرِينَ﴾ المقعود معهم يوم القيامة ﴿فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾ .
﴿الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ
لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللهُ يَحْكُمُ
بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (١٤١)﴾
ثمّ عرّف المنافقين بتعريف آخر بقوله : ﴿الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ﴾ وينتظرون ﴿بِكُمْ﴾ وبما يحدث لكم في جهاد الكفّار ﴿فَإِنْ كانَ﴾ وحصل ﴿لَكُمْ﴾ في جهاد ﴿فَتْحٌ﴾ وظفر ﴿مِنَ﴾ جانب ﴿اللهِ﴾ وبعونه وتأييده ﴿قالُوا﴾ طلبا لقسمة من الغنيمة ﴿أَ لَمْ نَكُنْ﴾ موافقين ﴿مَعَكُمْ﴾ في الدّين والدّعوة إلى الإسلام ، مظاهرين لكم في القتال فأشركونا في الغنائم ﴿وَإِنْ كانَ﴾ بحسب الاتّفاق ﴿لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ﴾ وحظّ من الغلبة على المسلمين ﴿قالُوا﴾ للكافرين تحبّبا لهم ﴿أَ لَمْ نَسْتَحْوِذْ﴾ ولم نستول ﴿عَلَيْكُمْ﴾ ولم نكن متمكّنين من قتلكم وأسركم بمظاهرة المسلمين فكففنا عنكم ، ﴿وَ﴾ ألم ﴿نَمْنَعْكُمْ﴾ ونحفظكم ﴿مِنَ﴾ بأس ﴿الْمُؤْمِنِينَ﴾ بأن خيلنا لهم ما ضعفت به قلوبهم ، وتوانينا من مظاهرتهم عليكم؟
قيل : إنّ الكفّار واليهود أرادوا الدّخول في الإسلام ، فحذّرهم المنافقون عن ذلك ، وبالغوا في تنفيرهم عنه ، وقالوا لهم : إنّه سيضعف أمر محمّد ويقوى أمركم. فإذا اتّفقت لهم الصّولة قالوا : ألسنا غلبنا على رأيكم في الدّخول في الإسلام ، ومنعناكم منه ، فلذا فادفعوا إلينا نصيبا ممّا أصبتم.
وإنّما سمّى الله غلبة المؤمنين فتحا ، وغلبة الكفّار نصيبا ، تعظيما لشأن غلبة المسلمين ، وتحقيرا لغلبة الكافرين (٣) .
ثمّ لمّا أجرى الله على المنافقين حكم الإسلام في الدّنيا لمصلحة رغبة العموم في الإسلام
__________________
(١) تفسير العياشي ١ : ٤٥٢ / ١١٣٧ ، الكافي ٢ : ٢٩ / ١ ، تفسير الصافي ١ : ٤٧٤ ، والآية من سورة الأنعام : ٦ / ٦٨.
(٢) تفسير القمي ١ : ١٥٦ ، تفسير الصافي ١ : ٤٧٤.
(٣) تفسير الرازي ١١ : ٨٢.