بقوله : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا﴾ على مشاقّ التّكاليف ، وما يصيبكم من الشّدائد كالقحط ، والفقر ، والبلايا ، والأمراض ، وسائر المصائب ، أو على أداء الواجبات ﴿وَصابِرُوا﴾ في قتال أعداء الله في مواطن الحروب ، وفي أداء حقوق النّاس وتحمّل المكاره منهم ، أو على ترك المحرّمات.
وتخصيص المصابرة بالأمر بعد الأمر بمطلق الصّبر ، لاختصاصها بمزيد التّعب والمشقّة.
عن القمّي : عن الصادق عليهالسلام : « اصبروا على المصائب ، وصابروا على الفرائض » (١) .
وعن العيّاشي : عنه عليهالسلام : « اصبروا على المعاصي ، وصابروا على الفرائض » (٢) .
وفي رواية : « اصبروا على دينكم ، وصابروا عدوّكم ممّن يخالفكم » (٣) .
وعن ( المعاني ) : عنه عليهالسلام : « اصبروا على المصائب ، وصابروهم على الفتنة » (٤) .
وعن الباقر عليهالسلام : « وصابروهم على التقيّة » (٥) .
﴿وَرابِطُوا﴾ على الأئمّة ، كما عن الصادق عليهالسلام (٦) . وفي رواية اخرى : « ورابطوا إمامكم » (٧) . وفي اخرى : « رابطوا على ما تقتدون به » (٨) .
أو المراد : رابطوا الصّلوات ، أي انتظروها واحدة بعد واحدة ، كما عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، معلّلا بأنّ المرابطة لم تكن حينئذ (٩) .
وعن أبي سلمة ، أنّه قال : لم يكن في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله غزو يرابط فيه ، وإنّما نزلت هذه الآية في انتظار الصّلاة بعد الصّلاة (١٠) .
ونقل أنّه ذكر انتظار الصّلاة بعد الصّلاة ، فقال أبو هريرة : فذلكم الرّباط ، ثلاث مرّات (١١) .
ويحتمل إرادة القدر المشترك بين المعاني المذكورة ، ويؤيّده ما عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « من الرّباط انتظار الصّلاة بعد الصّلاة » (١٢) .
ويحتمل أنّ يكون المعنى : أقيموا في الثّغور رابطين خيلكم فيها ، مترصّدين للغزو والجهاد ، كما هو ظاهر اللّفظ عند العرف.
عن القمّي رحمهالله : عن السجاد عليهالسلام : « نزلت في العبّاس وفينا ، ولم يكن الرّباط الذي امرنا به ، وسيكون
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ١٢٩ ، تفسير الصافي ١ : ٣٨٠.
(٢) تفسير العياشي ١ : ٣٥٨ / ٨٣٦ ، تفسير الصافي ١ : ٣٨٠.
(٣) تفسير العياشي ١ : ٣٥٩ / ٨٣٨ ، تفسير الصافي ١ : ٣٨٠.
(٤) معاني الأخبار : ٣٦٩ / ١ ، وفيه : على التقية ، تفسير الصافي ١ : ٣٨٠.
(٥) معاني الأخبار : ٣٦٩ / ١ ، عن الصادق عليهالسلام ، تفسير الصافي ١ : ٣٨٠.
(٦) الكافي ٢ : ٦٦ / ٣ ، تفسير الصافي ١ : ٣٨٠.
(٧) تفسير العياشي ١ : ٣٥٩ / ٨٣٨ ، تفسير الصافي ١ : ٣٨٠.
(٨) معاني الأخبار : ٣٦٩ / ١ ، تفسير الصافي ١ : ٣٨٠.
(٩) مجمع البيان : ٩١٨ ، تفسير الصافي ١ : ٣٨١.
(١٠ و١١) . تفسير الرازي ٩ : ١٥٦.
(١٢) مجمع البيان ٢ : ٩١٨ ، تفسير الصافي ١ : ٣٨١.