صحة الاعتقاد هو التقصير في البحث عن الدليل ، وانه آمن لمجرد الظن والحدس أو تقليدا ومحاكاة. قال الأنصاري : «الظاهر وجوب الحمل على الصحيح في مثل هذه الحال لظاهر ما دل من وجوب الحمل على الحسن دون القبيح». ولا بأس بذلك شريطه أن يكون المعتقد من أكثر أهل الجنة.
المعنى الثاني أن نشك في مطابقة اعتقاده للواقع. وهذا أسوأ حالا من مطابقة الكلام للواقع. انظر الرقم ٤ في الفقرة السابقة بلا فاصل. وذكرنا هذا الفرض محاكاة للأنصاري وإلا فلا أحد يشك في عقيدة الآخرين من حيث الصحة وعدمها إلا إذا كان هو بلا عقيدة ثابتة لأن عقيدة كل انسان تستولي على عقله وقلبه ، وترى ما عداها بدعة وضلالة ، ومعنى هذا أن صاحب العقيدة حقا لا يشك إطلاقا لا في عقيدته ولا في عقيدة غيره ، فهو قاطع وجازم في الحالين بصواب الأولى وخطأ الثانية ، ولا واسطة. وسلام الله على من قال : «ما شككت في الحق مذ أريته».