حول لا ضرر ولا حرج
السند
من المسلّمات الأولية بين المسلمين كافة قديما وحديثا قولا وعملا ، ان نبي الرحمة (ص) قال : «لا ضرر ولا ضرار». ومصدر هذا القول شريعة الوحي وبديهة العقل ، قال سبحانه : (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) ـ ٧٨ الحج» اما بديهة العقل فلأن الضرر يرفضه الانسان والحيوان بالفطرة والغريزة ، أبعد هذا وغيره يليق بعالم أو عاقل أن يبحث ويحقق في سند لا ضرر ولا ضرار؟ اللهم إلا إذا ارتاب في وجود الليل والنهار والنجوم والبحار.
المعنى اللغوي
الضرر في اللغة : الأذى من كل شيء ، ماديا كان كالأمراض والأوجاع والنقص في الجسم والأهل والأموال والثمرات ، أو أدبيا كالافتراء والغيبة والتنفير والتشهير وإذاعة السر ، وكل ما يجرح الشعور ويحط من الشأن والمكانة.
اما الضرار فيستعمل لغة في معنيين : الأول في الضرر بحيث تكون الكلمتان مترادفتين وعطف احداهما على الثانية لمجرد التوكيد والتفسير ، وهذا الاستعمال شائع وكثير ، ومنه قوله تعالى : (وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا) ـ ٢٣١ البقرة» وقوله : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً) ـ ١٠٧ التوبة» والضرر في الآية الاولى من الأزواج ، وفي الثانية من المنافقين وحدهم.