تنبيهات الأقل والأكثر
محل البحث في التنبيه الأول
قد يسهو المسلم الملتزم عن جزء أو شرط معتبر شرعا في العبادة كالفاتحة أو الطهارة في الصلاة ، وأيضا قد يزيد فيها جزءا عن سهو أو عمد ، فما هو الحكم إذا حدث مثل ذلك؟.
الجواب : ان الهدف الأساسي من هذا التنبيه هو البحث عما يقتضيه الأصل في حكم النقص والزيادة سهوا أو عمدا ، وأثر ذلك في صحة العبادة أو فسادها ، ولا نتعرض لخصوص الترك والنقص عن عمد لأنه يفسد العبادة ويبطلها بالاتفاق وحكم البديهة ، وإلّا لم يكن الجزء جزءا ولا الشرط شرطا.
وليس المراد بالأصل في قولنا : «ما يقتضيه .. الخ». الأصل اللفظي كالعموم والاطلاق ، ولا الأصل العملي كالبراءة والاشتغال ، وانما القصد منه الأصل في العبادة صحة وفسادا تماما كالأصل في المعاملة وفعل الغير وفي النسب من حيث الفراش وفي الانسان من حيث الحرية وما إلى ذلك. وبعد الاشارة إلى الأصل في العبادة قد نشير إلى الأدلة الخاصة على حكم ما زاد أو نقص في العبادة سهوا أو عمدا ، ولكن البحث يرتكز على الأصل قبل كل شيء ، ونبدأ الكلام بالترك والنقص عن سهو ونسيان.