العام والخاص
من ألفاظ العام
معنى العموم الإحاطة والشمول ، وعموم كل شيء بحسبه ، فكلمة «كل» ليس في كلام العرب ما هو أدل منها على العموم ولكن لما تدخل عليه وكفى ، فإذا قيل : أكرم العلماء كان معنى العموم إكرام كل واحد من العلماء بحيث يتعدد وجوب الإكرام بعدد العلماء ، ولا يناط وجوب فرد منهم بوجوب الآخر ، ويسمى هذا النوع بعموم الجمع والاستغراق. ويقابله العموم المجموعي ، وهو الذي ينظر فيه الى الكل كشيء واحد تعلق به حكم واحد حتى إذا ما ترك فرد منه انتفى التكليف والمكلف به من الأساس تماما كالمركّب لا يوجد إلا بوجود أجزائه كاملة ، وينتفي إذا فقد واحد منها. ومثال ذلك الإسلام فإنه قائم على الإيمان بالله ورسوله محمد واليوم الآخر على سبيل المجموع. ومن آمن ببعض وكفر ببعض فليس بمسلم.
وتسأل : إذا ورد عام وشككنا : هل هو على مستوى الجميع أو المجموع فهل هناك من أصل يعين أحدهما؟.
الجواب :
قال النائيني : الأصل اللفظي يرجح العموم على مستوى الجميع دون المجموع بدعوى أن المجموع خلاف الظاهر حيث يحتاج الى اعتبار الكثير بمنزلة الواحد من حيث الحكم ، ويفتقر هذا الى بيان زائد ، والأصل عدمه حتى يثبت العكس.
والمعيار عندنا هو الظهور دون سواه ، فإن دل على أحد العمومين فذاك وإلا