حيث تمكنت هذه الدولة في فترة ربع قرن من الزمان من أن تفرض هيمنتها على جزء كبير من العالم المتحضر في ذلك العصر (الدولة الفارسية) بكامل أجزائها والقسط الأعظم من (الدولة الرومانية) وقسم كبير من إفريقيا.
وحركة الهداية وإقامة الحجة في هذه الفترة الزمنية ، وإن لم تكن في مستواها المطلوب ، قد واكبت حركة الهيمنة والسلطة ، ولكنها كانت حركة قائمة وتحضى باهتمام مناسب من الدولة ، ولا سيما وأن النبي كان قد شرع فيها قبل وفاته.
ولكن هذه الحركة الرسالية (حركة إقامة الحجة) لو كانت بالمستوى المطلوب ، لأمكن أن يتحقق إنجاز أعظم على مستوى تثبيت القواعد والدعائم في هذه المنطقة ، ولأمكن فرض السيطرة الكاملة ـ أيضا ـ على جميع أجزاء الدولة الرومانية.
ولكن بسبب التلكؤ في حركة الهداية من ناحية ، وإقصاء الإمام عليّ عليهالسلام عن قيادة الحكم من ناحية أخرى ، بقيت الجيوش الإسلامية تواجه مقاومة داخلية وخارجية ، أي في داخل الجزيرة العربية من خلال حركة الارتداد والتمرد والاختلاف في تفسير النصوص الإسلامية ، أو من خارج الجزيرة في مناطق إيران وتركيا وإفريقيا ، وغيرها من المناطق التي وقعت تحت سيطرة الجيوش الإسلامية ، وكذلك كانت تواجه مقاومة خارجية من الدولة الرومانية في آسيا وعمقها الجغرافي في أورپا وبعض مناطق إفريقيا.
ومن ناحية ثالثة كانت الاختلافات الداخلية التي بدأت ونمت وتجذرت في زمن الخليفة عثمان بسبب الانحرافات في السلطة ، ثم تفجرت في زمن الإمام عليّ عليهالسلام والإمام الحسن عليهالسلام من بعده بسبب تمرد معاوية على السلطة الشرعية ، كل هذه العوامل كانت وراء التلكؤ في حركة الهداية.
وهذا هو ما تنبأت به الزهراء عليهاالسلام في خطبتها المعروفة حول الخلافة والبيعة