الأطباء ، ولكن فيه ـ أيضا ـ تكامل اجتماعي من الناحية الاجتماعية ، لأن إيجاد الروابط بين القبائل والأسر يكسر الحواجز النفسية والاجتماعية الموجودة بين هذه القبائل والعشائر والأسر التي قد تكون معيقة لتكامل المجتمع وحركته عند ما تصبح كبيرة وعالية ، وتمنع من وحدة المجتمع وتخلق العصبية العشائرية أو الاجتماعية ، وبذلك تصبح الأسرة والعشيرة أحد الأعمدة الأساسية والرئيسية في البناء القوي للمجتمع في نظرية الإسلام.
العنصر الثاني : هو قضية بناء العشيرة والقبيلة نفسها ، حيث يمكن أن يقال بأن هناك اتجاه في الإسلام إلى تثبيت دعائم العلاقات الأسرية والقبلية والعشائرية ، لا إلى تفكيكها وإضعافها ، وذلك من خلال ما ورد في التأكيد على صلة الأرحام ، بدرجة تصل ـ أحيانا ـ إلى مرحلة الإلزام في الوجوب والحرمة ، حسب اختلاف هذه الصلة ودرجتها ، فإن قطيعة الرحم حرام ، ووجود أصل الصلة واجب من الواجبات الشرعية.
وكذلك ـ من خلال ما يشير إليه القرآن الكريم ـ في قضية التوارث ، حيث إن التوارث في المال وضع في إطار علاقات الأرحام ، لقوله تعالى : (... وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ...) (١) وحتى وصل بها الإسلام إلى العلاقات البعيدة نسبيا ، من قبيل علاقة الولاء ، وهي عند ما يدخل الإنسان في ولاء أسرة من الأسر وتتقطع سلسلة الأقرباء من المواريث ، فيتحول الميراث إلى الأولياء ، أي إلى أولئك الذين يكونون قد دخلوا في العشيرة عن طريق علاقة الولاء. إذن ، هذا يعبّر عن اتجاه لتحكيم هذه الأواصر وربط بعضها ببعض.
وكذلك نلاحظ أن من التشريعات الموجودة في النظرية الإسلامية التي تؤكد
__________________
(١) الأنفال : ٧٥.