القرآنية (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً ...) (١) ، وهو أمر يدركه الناس من خلال رؤيتهم للتاريخ وحركة النظام العام للمجتمع الإنساني ، وإن كان قد يشذ بعضهم عن هذه القاعدة.
ولذا ورد التأكيد في الإسلام في عدة موارد على هذا الاتجاه في الزواج وفي المشورة ، وفي المصاحبة والصداقة والمعاشرة.
وأما الجانب الفطري ، فهو يرتبط بنظرة الإنسان الفطرية التي أكدتها الشريعة الإسلامية ، وهي أن تكامل المجتمع الإنساني بصورة عامة يقوم على تكامل الأسرة والعائلة والقبيلة.
وهذا بحث اجتماعي مهم له مجال آخر ، ولكن بنظرة إجمالية يمكن أن نقول :
إن الإسلام يرى أهمية تكامل الأسرة وارتباطها وامتدادها التاريخي في القبيلة والعشيرة ، وأن ذلك هو الطريق الأفضل لتكامل المجتمع الإنساني بصورة عامة إذا أردنا تنظيم هذا المجتمع بصورة صحيحة ومحكمة وقوية.
وإن هذا التنظيم القوي يعتمد على عنصرين رئيسيين :
العنصر الأول : هو إحكام علاقات الأسرة التي يفترض أن يتم إحكامها ـ كما حث الإسلام على ذلك ـ من خلال الزواج والعلاقات الزوجية القائمة على أساس الحقوق المتبادلة ، وتهيئة ظروف الاستقرار والسكن والمودة والرحمة ، وكذلك من خلال الارتباط بين العشائر والقبائل والأسر المختلفة ، ولذلك كان من الاتجاهات في تكوين الأسرة أن يتزوج الإنسان من خارج دائرة الأقربين ، لإيجاد حالة التكامل الاجتماعي العام بين المفردات الرئيسية في المجتمع ، وهي القبائل والأسر ، وقد يكون في ذلك ـ أيضا ـ تكامل جسمي (فسيولوجي) ، كما يذكره
__________________
(١) الأعراف : ٥٨.