القرآنية (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ
نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً ...) ، وهو أمر يدركه الناس من خلال رؤيتهم للتاريخ وحركة
النظام العام للمجتمع الإنساني ، وإن كان قد يشذ بعضهم عن هذه القاعدة.
ولذا ورد التأكيد
في الإسلام في عدة موارد على هذا الاتجاه في الزواج وفي المشورة ، وفي المصاحبة
والصداقة والمعاشرة.
وأما الجانب
الفطري ، فهو يرتبط بنظرة الإنسان الفطرية التي أكدتها الشريعة الإسلامية ، وهي أن
تكامل المجتمع الإنساني بصورة عامة يقوم على تكامل الأسرة والعائلة والقبيلة.
وهذا بحث اجتماعي
مهم له مجال آخر ، ولكن بنظرة إجمالية يمكن أن نقول :
إن الإسلام يرى
أهمية تكامل الأسرة وارتباطها وامتدادها التاريخي في القبيلة والعشيرة ، وأن ذلك
هو الطريق الأفضل لتكامل المجتمع الإنساني بصورة عامة إذا أردنا تنظيم هذا المجتمع
بصورة صحيحة ومحكمة وقوية.
وإن هذا التنظيم
القوي يعتمد على عنصرين رئيسيين :
العنصر
الأول : هو إحكام علاقات
الأسرة التي يفترض أن يتم إحكامها ـ كما حث الإسلام على ذلك ـ من خلال الزواج والعلاقات
الزوجية القائمة على أساس الحقوق المتبادلة ، وتهيئة ظروف الاستقرار والسكن
والمودة والرحمة ، وكذلك من خلال الارتباط بين العشائر والقبائل والأسر المختلفة ،
ولذلك كان من الاتجاهات في تكوين الأسرة أن يتزوج الإنسان من خارج دائرة الأقربين
، لإيجاد حالة التكامل الاجتماعي العام بين المفردات الرئيسية في المجتمع ، وهي
القبائل والأسر ، وقد يكون في ذلك ـ أيضا ـ تكامل جسمي (فسيولوجي) ، كما يذكره
__________________