المجتمع الإنساني أو من عائلة وضيعة وغير شريفة ، أو ممتهنا لحرفة ومهنة وضيعة ، إلى غير ذلك من القضايا التي يشار إليها في علم الكلام عند الحديث عن مواصفات الأنبياء والأئمة الذين يتحملون هذه المسئولية.
وأما بالنسبة إلى تفاعل الناس وتأثرهم بهذا العامل الاجتماعي ، فهو أمر مشهود في تاريخ الأمم والمجتمعات الإنسانية السابقة واللاحقة يتفاضلون فيه ، ويفتخرون ويتأثرون به ، لأنه عامل إنساني واقعي في الحركة التاريخية وله تأثير إيجابي في حركة الأمم وبناء المجتمع ، وإن لم يكن من العوامل المؤثرة في تكامل الإنسان كفرد عند الله تعالى ، أو مما يدخل في حسابه يوم القيامة ، كما تشير إلى ذلك النصوص الدينية ، ومنها قوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) (١) ، ولكنه على أي حال من العوامل المؤثرة في حركة التاريخ الإنساني والعلاقات الإنسانية (٢).
خلفيات البعد الاجتماعي
ولعل مرجع هذا العامل إلى عدة قضايا ، نفسية ، واجتماعية ، وفطرية.
أمّا القضية النفسية ، فهي تأثر الإنسان روحيا بمعالم العز والشرف والكرامة والمنجزات العلمية والاجتماعية.
وأمّا القضية الاجتماعية ، فهي ما أشرنا إليه في البعد الثالث من أن التأهيل والإعداد في بيوت الشرف والكرامة والعز والطهارة يكون بصورة طبيعية لتحمل المسئوليات ، وأنها تنبت الشرف والكرامة والعز والطهارة بموجب السنة والقاعدة
__________________
(١) المؤمنون : ١٠١.
(٢) تذكر بعض النصوص استثناء في التأثير لنسب رسول الله صلىاللهعليهوآله في يوم القيامة ، وهو أمر يحتاج إلى بحث علمي واجتماعي لهذه النصوص ، لا مجال له في حديثنا في الوقت الحاضر.