الأمور الواضحة جدا في جماعة أهل البيت عليهمالسلام وفي علماء أهل البيت ، بحيث كانت هناك أسر علمية تتوارث هذا العلم جيلا بعد جيل حتى أوصلت هذا العلم إلى هذا العصر ، وهذا التوارث إنما كان باعتبار هذه الخصوصية ، وهي أن عملية الإعداد والتربية والتأهيل في إطار البيت الواحد تكون أسهل مما تكون هذه القضية في خارج البيت الواحد (١).
البعد الاجتماعي
البعد الرابع : البعد الاجتماعي ، وهو ما يترتب على الاختصاص بأهل البيت من مصالح اجتماعية في التأثير على حركة الأمة وهدايتها وارتباطها بالرسالة الإسلامية وصاحبها ، حيث إنّ هذه الإمامة التي تريد أن تقوم بهذه المسئوليات الكبيرة أو الضخمة في المجتمع الإنساني تحتاج إلى مؤهلات اجتماعية ، كما تحتاج إلى المؤهلات الروحية والفكرية.
كما أن الناس في حركتهم الاجتماعية والروحية والنفسية يتأثرون بمثل هذا العامل الإنساني ، وينظرون إلى الشرف والأصالة في الانتماء وتكامل الأسرة والعائلة والعشيرة والقبيلة نظرة معنوية وإنسانية واجتماعية خاصة.
أما بالنسبة إلى حاجة الإمامة إلى المؤهلات الاجتماعية ، فهو من الأمور التي يشار إليها في أبحاث علم الكلام ، من قبيل أن لا يكون في النبي أو الإمام نقص في الأعضاء مخلّ بوضعه الاجتماعي ، أو أن لا يكون النبي أو الإمام وضيعا في
__________________
(١) في العصور المتأخرة كانت هناك أسر علمية أخرى من قبيل أسرة آل بحر العلوم ، وآل كاشف الغطاء ، وآل شيخ راضي ، وآل الجواهري ، وآل الصدر ، وآل شبر ، وهكذا أسرة الشيخ الأنصاري ـ من بناته ـ وقبلهم الشيخ المجلسي ، والوحيد البهبهاني ، وغيرهم الكثير.
ولا ينبغي أن يذهب الظن إلى أن هذا الإعداد لا يمكن أن يتم إلّا من خلال ذلك ، بل قد نجد في التاريخ أشخاصا متميزين في التقوى والعلم والشجاعة لم يعرفوا بأنهم من أبناء هذه الأسر ، ولكن المقصود أن الأسرة تمثل عاملا طبيعيا للإعداد.