يمكن أن نفترض أن الحركة الاجتماعية للإنسان يراد لها أن تسير في الكثير من الموارد حسب النظام العام ، وليس من المفروض لها دائما أن تكون خارجة عن النظام العام ، إلا بقدر الحاجة إلى هذا الاستثناء ، كما هو الحال في موارد المعجزة مثلا ، وهذا يعني أنه ما دام الإعداد ممكنا حسب النظام العام فسوف يتم كذلك ويكون الاستثناء عند الحاجة والضرورة ، فيتم الإعداد من خلال نظام آخر وهو النظام الغيبي.
إذن ، فالطريق الطبيعي للإعداد الأفضل والتأهيل الأكمل إنما يكون في دائرة البيت القريب ، ويمكن أن نرى هذا الشيء في معالم أخرى من التاريخ ، وفي مفردات وصور عديدة.
وهذه الظاهرة نراها قد تجسدت ـ أيضا ـ في الأسر العلمية الشريفة في تاريخ جماعة أهل البيت عليهمالسلام ، حيث قامت بأعمال شريفة في هذا التاريخ ، وتحملت مسئوليات كبيرة في مختلف أدوار التاريخ.
فإننا عند ما ننظر إلى تاريخ ما بعد الغيبة الصغرى ـ بل حتى في تاريخ زمن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ـ نلاحظ أن هناك ظاهرة كانت موجودة وقائمة في جماعة أهل البيت ، وهي ظاهرة وجود الأسر العلمية ، مثلا أسرة زرارة بن أعين ، هذه الأسرة كانت تعرف كأسرة بحيث كان جميع رجالها ثقات ، أو أسرة بني فضّال هذه الأسرة كانت ـ أيضا ـ تعرف كأسرة ، أو أسرة الأشعريين الذين أقاموا اسس العلم في مدينة قم المقدسة ، أمثال سعد الأشعري وأسرته ، وهكذا نلاحظ أسرة بني بابويه الذين كان لهم دور عظيم جدا كأسرة ، حيث نجد عند ما نرجع إلى التاريخ أن هؤلاء يمثلون عددا كبيرا جدا من العلماء والفضلاء الذين كانوا يتحملون هذه المسئوليات ، وهكذا يتسلسل هذا الأمر ، ولا أريد الآن أن أطيل الحديث في ذكر الشواهد ، ولكن عند ما يرجع الإنسان إلى التاريخ يجد أن هذا الأمر كان من