بيت عليّ كما يدخل إلى بيته ، وعليّ يدخل على رسول الله كما يدخل إلى بيته.
هذه العلاقة كانت موجودة بدرجة عالية ، الأمر الذي أثار ـ أحيانا ـ غيرة بعض نساء النبي صلىاللهعليهوآله أو حساسيتهن ، أو أي تعبير آخر يمكن أن نقوله أو نعبر عنه في هذا المقام بصورة مناسبة (١).
إذن ، فمن الناحية الواقعية والخارجية ـ أيضا ـ نشاهد بأن التاريخ يؤكد على هذه العملية وهذه الفكرة والنظرية ، وكان لها واقع خارجي في الرسالة الإسلامية من خلال إعداد عليّ عليهالسلام. وقد تحدث عليّ عليهالسلام شخصيا فيما روي عن ذلك ، كما تحدث أئمة أهل البيت ـ أيضا ـ عن ذلك ، وهو ما سوف نشير إليه ـ إن شاء الله ـ في بعض الأبحاث الآتية.
الإعداد والنظام العام
ومن الطبيعي ـ أيضا ـ أن نفترض ، كما نفترض في عقائدنا بأن هؤلاء الأئمة يمكن أن تتحقق لهم الإمامة دون هذا الإعداد ، لأنّ الله تعالى قادر على كل شيء ، ولا يمنعه شيء من إلهام الأشخاص والأفراد ـ لحكمة ـ بكل المعلومات دون ذلك الإعداد السابق ، هذا الشيء يمكن أن نفترضه ، وفيه الكثير من الواقع والحقيقة بالنسبة إلى الكثير من الأفراد الذين عرفهم التاريخ (٢) ، ولكن في الوقت نفسه
__________________
(١) لهذه البيوت الطاهرة خصوصيات ، قد يعجز الإنسان عن اختيار الألفاظ المناسبة المؤدبة تجاهها ، عند ما يريد أن يتحدث عن بعض علاقاتها ، ولكن على أي حال التاريخ يشهد في كثير من النصوص بأن هذا الاقتراب من عليّ عليهالسلام ، وعناية رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام في هذا الجانب ـ جانب الإعداد والتعليم والتأهيل لتحمل هذه المسئولية ـ كان يثير في كثير من الأحيان الحسد أو الغيرة أو غير ذلك من الانفعالات حتى في دائرة الأشخاص القريبين لرسول الله صلىاللهعليهوآله.
(٢) مثل يحيى وعيسى عليهماالسلام وغيرهما من الأنبياء ، ومثل الإمام الجواد والإمام الهادي عليهماالسلام وغيرهما.